في الدورة 44 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. تتواصل الانشطة الثقافية والفنية لليبيا. ضيف شرف المعرض هذا العام.. وقد بدت معظم هذه الانشطة معبرة عن التغير الجذري الذي حدث في المجتمع الليبي بعد الثورة.. وأول هذه التغيرات اختفاء صورة المجنون الليبي معمر القذافي!! التي كانت تلصق علي كل متر من كل دار نشر ليبية في المعارض السابقة. كما اختفي كذلك هذه التخريفات الموضوعة بين دفتي كتاب بعنوان: "الكتاب الأخضر".. ومع الكتاب والصورة اختفت وجوه بعض المنافقين والكذابين من النقاد المصريين الذين اعتادوا ان يتحدثوا عن المبدع الملهم والكاتب العظيم "معمر القذافي" في ندوات خاصة كانت تقيمها هيئة الكتاب لهذا الغرض!! الجناح الليبي شهد حضورا كثيفا للثوار الحقيقيين الذين فجروا الثورة الليبية.. بعضهم اعتقله النظام الفاشي الساقط شهورا أو سنين. وبعضهم صدرت احكام باعدامهم ونجوا قبل تنفيذها. وبعضهم قاد الكتائب المسلحة وخاصة مواجهات دموية مع اتباع القذافي.. وكثيرون من هؤلاء الثوريين الحاضرين للمعرض كتاب ومبدعون وفنانون. منهم: إدريس المسماري. الروائي ورئيس اللجنة العليا للمشاركة الليبية ورئيس هيئة دعم وتشجيع الصحافة. ورضا بن موسي نائب رئيس هيئة دعم وتنشيط الصحافة والمشرف الثقافي علي الجناح الليبي. والمخرج المسرحي فرج أبو فاخرة عضو اللجنة الفنية للمعرض. والمخرج السينمائي عبدالسلام حسين الذي قدم 8 أفلام وثائقية عن الثورة. قال الروائي إدريس المسماري ل"المساء": المشاركة الليبية في المعرض تعبر عن وجه ليبيا الجديد. متمثلا في الابداعات الفنية والروائية والشعرية والقصصية. بالاضافة إلي الندوات والاصدارات.. ولم تكن الثقافة الليبية من قبل سوي الوجه الفاشي للنظام الديكتاتوري الذي يخفي الحقيقة.. اما ابداعنا الجاد والمعبر عنا فقد كان يتم تداوله سراً وبشكل غير رسمي.. ومن هذا القبيل رواية لصالح السنوسي كانت تتحدث عن الثورة الطلابية عامي 1975 و1976 والمشانق التي نصبت للثوار. والتعذيب الذي تعرضوا له.. ولم يستطع السنوسي اصدارها الا بعد ثورتنا هذه. ونشرت في مصر عن روايات الهلال.. كما ان روايتي "حية علي برقة" تتحدث عن الهوية الليبية الآن وانماط المجتمع بعد الثورة. يشير رضا بن موسي إلي ما قدمه الجناح الليبي. ويستمر في تقديمه حتي نهاية المعرض من حلقات نقاشية. وندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية وقصصية. شملت اغلب القضايا الاساسية المرتبطة بحياتنا الراهنة. وخاصة بناء الدولة المدنية الديمقراطية وقد ابرز دور الثورة والثوار عبر شهادات حية قدمها اصحابها من مختلف جبهات المواجهة مع القذافي ونظامه. وسرد بعض الادباء يوميات معاناتهم في السجون. وابداعاتهم المعبرة عن هذه المرحلة القاتمة أيام القهر. وكان من هؤلاء عبدالفتاح البشتي وسنوس حبيب وعمر الكيكلي وادريس لاغا ورمضان الفيتوري وعادل الحاسي. المخرج السينمائي عبدالسلام حسين: حضرت وبصحبتي 8 أفلام وثائقية قصيرة. صورها الشباب الثوريون من داخل ميدان العمليات مباشرة. بصفتهم مشاركين في هذه العمليات.. وتحظي هذه الافلام بمصداقية كبيرة. المخرج المسرحي فرج أبو فاخر: لدينا برنامج فني حافل طوال أيام المعرض. يتضمن عروضا للفرق الشعبية: "فرقة "غات" الامازيغية وفرقة المألوف وفرقة بنغازي وفرقة كاباو. ولدينا معرض للفن التشكيلي "بسائر اتجاهاته للفنانين عمر جيهان- مصمم الجناح الليبي- وخالد الصديق ويوسف معتوق ومحمد النزهوني وإبراهيم البقشيشي وعبدالقادر بدر. مع عروض للسينما والمسرح مستلهمة من الثورة.