هذه الرسالة وصلتني بالبريد.. أنشرها بالنص دون أن أحذف منها أي شيء إلا ما يمس بعض الأشخاص ويقع تحت طائلة القانون حتي لا نسيء إلي أحد. محمد فودة أتابع ما تكتبه في جريدة المساء تحت عنوان "من الواقع" ودون أن أدخل في تفاصيل أو نقد ما تكتبه أنت وكل الصحفيين. وما يذيعه الإعلام المرئي. وما تبثه المواقع من نقد صارم لرئيس الدولة الدكتور محمد مرسي الذي لم توجه إهانات لرئيس سابق بقدر ما وجه لهذا الرجل الذي ورث دولة مديونة منهوبة. تم ذبح شعبها 30 سنة وهو يهتف بالروح.. بالدم.. نفديك يا مبارك!! واليوم أصبحت الشوارع مرتعاً لما يسمون أنفسهم بالثوار. وهم في الحقيقة أداة في يد حفنة من البشر الذين حرموا من أماني الغد.. وشعروا بأن دولتهم زالت.. فهم يحاربون معركتهم الأخيرة. حتي القضاة الذين يدعون أنهم كلمة الله في الأرض سيحاسبهم التاريخ قبل ان يحاسبوا في يوم اللقاء العظيم مع رب الكون.. حيث لا نادي قضاة ولا جمعية عمومية لمستشارين. أين كانت صاحبة الجلالة الصحافة. ورجالها المغاوير الذين شهروا الأقلام في وجه رئيس الجمهورية؟! فهذا يسبه وذاك ينقده.. وآخر يرسمه بالكاريكاتير الساخر!! أين كانوا عندما قام مبارك ولي النعم بتعديل الدستور وهيأ بالمادة 76 التوريث لنجله جمال؟ وأين كان رجال صاحبة الجلالة عندما قام ضباط أمن الدولة بسحل زميلة لهم في شارع عبدالخالق ثروت جهاراً نهاراً وجردوها من ملابسها.. بل وهددوها بقضية دعارة!! أين كان القضاة والمستشار أحمد الزند عندما سحل ضباط أمن الدولة أكثر من مستشار لأنهم كانوا معارضين. وبلغ بأحد ضباط أمن الدولة أن وطأ مستشاراً بقدمه ولم ينتفض القضاة؟! أين الدولة التي يتحول القضاة فيها إلي قوة سياسية تقف بالمرصاد لرئيس الدولة.. وتهدد المؤسسات الدستورية بعدم الدستورية. وتسلبه كل اختصاصاته. وتكبله بأحكام صارمة في جوهرها العناد ولي الذراع. ثم أين هذه الدولة التي يضرب فيها قضاتها عن العمل. وتغلق المحاكم ويسلب فيها المواطنون حقوقهم.. ان هذه الدولة هي مصر فقط. ولا غيرها. هل تشاهد الفضائيات؟ وهل استمعت إلي المذيعين والمذيعات وهم ينتقدون الإخوان المسلمين ورئيس الدولة. ويستضيفون الطامعين في الكراسي والقيادة.. قل لي: هل فعلوا ذلك أيام حكم مبارك؟! والله لو كانوا قد فعلوا لتم تمزيقهم والقاؤهم إلي الطيور الجارحة. هل استمعت إلي الفنانات الداعيات للحرية؟! ما شاء الله.. فعلاً المستقبل مضيء.. ورضا الله علينا قريباً!! أقسم بالله جل وعلا بأنني لا انتمي إلي أي حزب.. فقط أشاهد واشمئز.. واتعجل الرحيل من هذه الدنيا بعد ان بلغت العقد الثامن من العمر.. وقد هدني المرض.. والله المستعان. واستمروا.. فالنهاية قريبة يا رجال صاحبة الجلالة!! والسلام علي من اتبع الهدي وخشي الرحمن. محمد صالح عبدالفتاح تهامي شارع الباشا - الترعة البولاقية - شبرا مصر *** تعقيب مختصر: أولاً: شكراً للأخ محمد صالح علي متابعته لما أكتب وعلي صراحته ووضوحه وأدعوه لأن يعيد قراءة ما أكتبه منذ انتخاب الرئيس الدكتور محمد مرسي وتوليه السلطة.. فإذا كان فيما أكتبه لفظ واحد خارج عن حدود الأدب فإنني أتحمل كل المسئولية الناتجة عنه. للرئيس محمد مرسي كل الاحترام والتقدير وهو رمز لمصر الآن ولا يجب أن يمس شخصه أي أحد بسوء.. لأن هذا السوء ينعكس علينا جميعاً.. لا علي الرئيس وحده. نحن يا أخ محمد صالح عندما ننقد فإنما نركز علي السياسات لا علي شخص الرئيس.. والرئيس نفسه طالبنا بأن ننقده إذا ما كان هناك ما يستحق النقد من سياساته.. بل انه طالبنا بالنقد اللاذع مؤكداً أنه لن يغضب. ثانياً: الخلاف في وجهة النظر حول موضوع معين أو سياسة محددة لا يعني بالضرورة العداوة والبغضاء. ولكننا شركاء وطن كل منا يريد له الخير من وجهة نظره. ثالثاً: للقضاة الاجلاء قدرهم ومكانتهم وهم رمانة ميزان العدالة في مصر ومن حقهم ان يدافعوا عن وجهة نظرهم. ولا يجب أبداً ان نعاير الناس بما كانوا عليه في عهد مبارك.. وإلا لماذا قامت الثورة؟!