بالدموع والاحضان التقي الأسري العرب ذويهم بعد غياب أكثر من 35 عاما في فندق الرشيد بالمنطقة الخضراء ببغداد وقالوا قصصهم المأساوية في سجون الاحتلال الاسرائيلي خلال المؤتمر الدولي للاسري العرب الذي عقد ببغداد تنفيذا لقرارات قمة بغداد الأخيرة.. وفي لحظة انسانية أبكت جميع الحاضرين التقي الاسير العراقي المفرج عنه علي البياتي بشقيقته "استبرق" بعد 36 عاما لم تطأ فيها أقدامه أرض بلاده قضي منها 20 عاما في سجون الاحتلال وروي البياتي قصته المأساوية في المعتقلات الاسرائيلية قائلا: كأي عربي حر متضامن مع القضية الفلسطينية التحقت بالمقاومة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات ونفذت عملية فدائية ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي في نهاريا عن طريق البحر حيث استشهد فيها اثنان من رفقائي. وتم اعتقالي وزميلي الآخر وحكم علينا بالسجن مدي الحياة.. وانتقلنا من سجن إلي سجن إلي ان من الله علينا بالحرية حيث تم اطلاق صراحنا في صفقة لتبادل الاسري عام .1999 لم يرحم الاحتلال الاسرائيل الأطفال الفلسطينيين من عذاب الاسر في المعتقلات فكان الطفل وئام إياد عبدالكريم التميمي. الذي جسد رغم صغر سنه ملحمة فلسطينية للصبر والحمل فكان أصغر اسير عربي في سجون الاحتلال.. أثار وئام استغراب معظم الحضور لصغر سنه بالنسبة لمعظم المشاركين في المؤتمر الدولي.. روي وئام حكاية اسره قائلا: "كنت باحدي المسيرات المنددة بالاحتلال في قرية النبي صالح.. وأطلق الجيش الاسرائيلي علينا قنابل الغاز المسيل للدموع. مما جعلهم يتراجعون من كثافة الغاز. وتسللت أنا وبنتين في عمري من بين الغاز الكثيف. في طريقنا إلي "عين المياه" التي فجرتها قوات الاحتلال قبل 3 سنوات. ويضيف: "وحتي نعبر لطريقنا ظللنا نقذف الجنود الاسرائيليين بالحجارة دون اية ذرة من الخوف. حتي ضربت جنديا بيدي ووقعت علي الارض عندما هجم علي ومعي البنتان وحاولت عمتي حمايتنا وتبعدنا عن الجنود وتعيدنا من بين الغاز الكثيف لكننا لم نستطع النهوض وظللنا منبطحين علي الأرض وسط ضربات أحذية الجنود فوقنا وصراخ عمتي.. إلي ان امسك الجنود بعمتي في طريقهم لاعتقالها. فحاولت ان انهض لآحررها من بين ايديهم. الا انهم اعتدوا علي مرة أخري بالضرب المبرح.. وأخذوني معهم". وروي عميد الاسري الفلسطينيين أحمد أبو السكر. وأقدم اسير فلسطيني محمود أبو بكر. حكاية مريرة عاشاها داخل جدارن الزنازين دون ان يلتفت العالم لقضيتهما. قالت نجاة الفالوجي والدة الاسيرين رياض ومحمد الفالوجي اللذين يقضيان حكما بالسجن 21 عاما و10 سنوات علي التوالي. لا يمكن لأحد منكم ان يتخيل مدي معاناتنا ومعاناة أولادنا. لقد حرمت من زيارتهم لأكثر من 3 سنوات. إلي جانب ما نتعرض له من مهانة اثناء الزيارة من اجبار علي التعري وشتم وتخويف. تحدث عضو المجلس التشريعي جمال حويل عن انعدام الحصانة القانونية حتي لاعضاء البرلمان الفلسطيني من الاعتقال والتعذيب والابعاد. وعن معاناته في الاسر لأكثر من 11 عاما.