يسعد الكاتب عندما يجد رد فعل إيجابيا لما يكتبه حتي لو تأخر هذا الرد عدة سنوات. سبق ان كتبت عدة مرات سواء في "المساء" أو في مجلة "حريتي" عن ضرورة إعادة بناء أوبرا في الميدان المسمي باسمها في وسط القاهرة بدلاً من الجراج الذي شوه منظر المنطقة. طالبت في تلك المقالات أن يكون بناء الأوبرا الجديدة علي الطراز الكلاسيكي الذي كانت عليه الأوبرا التي احترقت.. وعلي غرار أوبرا باريس القديمة وأوبرا روما وغيرها في العواصم الأوروبية القديمة. طالبت أيضا أن يتم بناء جراج كبير تحت الأوبرا ليستوعب سيارات المترددين علي هذا الصرح الفني الكبير.. وأن تقتصر العروض الفنية فيها علي الأعمال ذات القيمة العالية التي ترتفع بالذوق العام وتثري الحياة الفنية. ناشدت الفنان فاروق حسني وزير الثقافة أكثر من مرة أن يتبني هذا الاقتراح.. لكن يبدو أنه كان هناك مشكلات تحول دون ذلك.. ولعلها كانت مشكلات مادية بالدرجة الأولي. لكن الأمل جاء علي يد المحافظ الحريص علي إعادة الوجه الجمالي والحضاري للعاصمة الدكتور عبدالعظيم وزير الذي أعلن عن عمل جاد لتحقيق هذا الحلم ضمن مشروعات جمالية ثلاث تدخل في النطاق الثقافي والسياحي. قال المحافظ ان الأوبرا القديمة ستعود إلي مكانها خلف تمثال إبراهيم باشا في الميدان المسمي باسمها. بعد إزالة الجراج متعدد الطوابق الذي تكلف 30 مليون جنيه وبدأ تشغيله عام 1990 مؤكدا ان هذا الجراج لا يتلاءم مع طبيعة القاهرة الخديوية. ولن يقتصر المشروع علي إعادة بناء الأوبرا بل يشمل أحياء حديقتي متاتيا والأزبكية.. وينفذ بمنحة إيطالية. أما المشروعان الآخران اللذان أعلن عنهما المحافظ الدكتور عبدالعظيم وزير فهما تحويل كوبري أبوالعلا إلي جسر للفنون والثقافة علي النيل بتكلفة 218 مليون جنيه.. وتحويل مجمع التحرير إلي مزار فني للمعارض والرسوم أو تحويله إلي فندق بعد نقل جميع الجهات الحكومية التي تشغله حاليا. المشروعات الثلاث تصب في خانة إنجازات الدكتور عبدالعظيم وزير كمحافظ يتمتع بحس جمالي فني حريص علي أن يسجل اسمه في موسوعة المحافظين أصحاب الإنجازات المتميزة. كل ما نرجوه أن تتحول التصريحات إلي عمل في أسرع وقت.. وأن نسمع من المحافظ عن مشروع مميز لإنقاذ القاهرة من القمامة.. فهذا أحد أهم المشروعات الجمالية والصحية.. فلا قيمة للأبنية مهما كانت أهميتها دون أن يواكب ذلك تطهير العاصمة من اتلال القمامة.