محافظ المنيا يحمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية، وقيادي بالجماعة يصف تصريحات الأخير بأنها "تضليل من أجل مكسب سلطوي رخيص"، النيابة تأمر بحبس 5 متهمين.. والكنيسة تتهم 300 مسلم بالاعتداء على مسيحيين. تصاعدت تداعيات الفتنة الطائفية التي وقعت خلال الأيام الماضية، في مركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، على إثر اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين، بتحميل مسؤول حكومي بارز، جماعة الإخوان المسلمين الأحداث، فيما رد قيادي بالجماعة بأنه "تضليل من أجل مكسب سلطوي رخيص". ووقعت اشتباكات بين مسلمين وأقباط بقرية الكرم بمركز أبوقرقاص، الجمعة الماضية، بدعوى وجود علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وسيدة مسلمة، أثارت حفيظة المسلمين بالقرية، تطورت لاشتباكات وفتنة طائفية. بدوره، أرجع اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، الفتنة الطائفية بمحافظته إلى "شائعة بوجود علاقة بين سيدة مسلمة ومسيحي"، موضحًا في تصريحات مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسؤوليتي، أن "أي حديث حول الشرف بالصعيد تكون ملتهبة". وحمَّل المحافظ، جماعة الإخوان المسلمين، مسؤولية الفتنة الطائفية، نافيًا "الاعتداء على سيدة مسيحية وتجريدها من ملابسها". وأضاف "عند اشتعال منزل هناك سيدات ركضن بملابس النوم، وأن الأمن متواجدًا 24 ساعة والخلاف في طريقه للحل". غير أن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، أحمد رامي، استنكر تصريحات المحافظ، ووصف تصريحاته بأنها "تضليلًا وتزيفًا للوعي من أجل مكسب سلطوي رخيص، من نظام يكرس الطائفية كأحد مرتكزات استمراره يتاجر بها ويستثمر فيها سياسيًا". وقال رامي، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إنه "حين غابت دولة القانون فكان الضحايا الإخوان، ثم الإسلاميين، ثم السياسيين، ثم المتهمين بالشأن العام ثم عموم الناس و اليوم في المنيا حادث لا إنساني نتيجة هذا الغياب ". وشدد رامي، على أن "ثورة يناير رفعت الكرامة الإنسانية شعارًا لكن هناك من استبدلها بشعار إحنا شعب وانتو شعب". ومساء أمس الأربعاء، قررت نيابة مركز أبوقرقاص بالمنيا، حبس 5 متهمين في أحداث الفتنة الطائفية أربعة أيام على ذمة التحقيقات. وأمرت النيابة، بسرعة ضبط وإحضار باقي المتهمين في الواقعة والبالغ عددهم 18 متهمًا. وقال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لإبراشية المنيا وأبو قرقاص، إن "أحداث الفتنة التي وقعت في قرية الكرم بالمنيا، بدأت بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة". وأضاف مكاريوس، في بيان رسمي صادر عن الكنيسة: "تعرض مسيحي للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدته يوم الخميس الماضي، بعمل محضر، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي". وذكر بيان الكنيسة أن "مجموعة يقدر عددها ب300 شخص، خرجوا في الثامنة من مساء الجمعة الماضية، يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، وتقدر الخسائر مبدئيا بحوالي ثلاثمائة وخمسين ألفاً من الجنيهات". وأضاف البيان "قام ال300 شخص بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك في العاشرة من مساء نفس اليوم، وقبضت على 6 أشخاص حيث تباشر الآن النيابة التحقيق معهم". وكان نشطاء قد حذروا على مدار الأسبوع الماضي، من وقوع "فتنة طائفية" على خلفية اشتباكات مسلمين ومسيحين بالمنيا.