محللون ودبلوماسيون: السيسي فاجأنا وسيتمسك بالقدس عاصمة لفلسطين طريقة الرئيس المصري في العمل تعتمد على المفاجأة ويريد أن يفعل مثل مبارك
تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإسرائيل للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. وبعنوان "السيسي يمكنه التأثير بشكل إيجابي على الأجواء" كتب يتسحاق لفانون، سفير إسرائيل الأسبق لدى مصر مقالاً في صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، قال فيه إن "الرئيس المصري يصنع مفاجأته وهذه المرة فاجأ الإسرائيليين". لفانون أضاف: "في خطاب كان من المفترض أن يكون بسيطًا وتزامن مع افتتاح محطة طاقة بأسيوط، عرض الرئيس المصري السيسي خدماته علينا وعلى الفلسطينيين من أجل حل للصراع بين الجانبين، وهو منذ صعوده للحكم في القاهرة قبل عامين وطريقته في العمل تعتمد على المفاجآت؛ هذا تجلى في توجهه شطر روسيا، إعادة جزيرتي صنافير وتيران للسعودية، حفر قناة موازية في السويس في وقت قياسي وغيرها من الأفعال". وتابع: "هذه المرة تحدث السيسي عن المشكلة الفلسطينية، وفي خطابه بأسيوط تحدث كما لو كان الشقيق المسؤول، وتوجه لكل من رام الله وتل أبيب والعالم كله، طالبًا من الجميع التعلم من السلام بين مصر وإسرائيل الذي يعتبر قصة نجاح". واستدرك: "السيسي لا يريد أن تستولي القاهرة على دور الريادة في معالجة القضية الفلسطينية من أياد أخرى؛ الأمريكيون والأوروبيون والرباعية الدولية". وقال: "الرئيس المصري مستعد للعودة للعب دور مقرب وجهات النظر، والمساعدة في اتخاذ إجراءات لبناء الثقة كما كان يفعل الرئيس الأسبق حسني مبارك". لكن اعتبر أن "هذا ليس كافيًا؛ لقد فشلت القاهرة في جهودها للمصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، كما صعب عليها تحريك عجلة المفاوضات المباشرة بين تل أبيب ورام الله، ورغم ذلك يمكن للقاهرة لتلطيف الأجواء بين الأخيرتين، في وقت تقف فيه منطقة الشرق الأوسط على حافية هاوية، ما سيشكل أمرًا على إسرائيل الترحيب به ومباركته وتشجيعه". وختم: "السيسي يشعر أن العلاقات الطيبة جدا مع إسرائيل والفلسطينيين تضعه في مكانة خاصة ومفضلة من قبل الأخيرين، وإذا نجحت القاهرة في تغيير الأجواء بين تل أبيب ورام الله فسيمكنها وقتها رفع رأسها وتأسيس مكانتها في العالم العربي أو بالأصح ما تبقى منه". وبعنوان "حيلة شفافة وبارعة"، قال بن كاسبيت، خبير الشؤون العربية في صحيفة "معاريف"، إن "خطاب السيسي كان هو كل ما يحتاجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج لتشكيل حكومة وحدة فيما بينهما؛ بحيث يصبح زعيم المعارضة وزيرًا للخارجية". وأضاف: "الخطوة المصرية تأتي وفي الكواليس تجرى أمور دراماتيكية؛ السعودية والإمارات ومصر والأردن والمحور السني كله يحاول التوصل إلى صفقة تتضمن تجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وصياغة تهدئة بين تل أبيب وحركة حماس، والتقديرات أن كل هذا سينتهي بقمة تعقد في القاهرة يتم جر رئيس السلطة الفلسطينية إليها، وإعلان ضبابي عن اتصالات لاستئناف المباحثات بين تل أبيب ورام الله". بدوره، كتب يوني بن مناحيم، المحلل السياسي الإسرائيلي في مقال له بموقع "نيوز وان" الإخباري العبري إن "الرئيس المصري لديه سلسلة من المصالح تقف وراء خطابه أمس، لكنه مثله مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يتنازل عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس". بن مناحيم أضاف "توقيت الخطاب كان مهمًا؛ فقد جاء بعد أكثر من شهر من زيارة وفد حمساوي للقاهرة واجتماعه بقيادات جهاز المخابرات المصرية للتصالح مع القاهرة، وبعد أيام من لقاء السيسي وعباس وقبل ساعات من لقاء الرئيس المصري بوزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي يقوم بزيارة للقاهرة، وربما وجد السيسي في الاتصالات السياسية المكثفة بإسرائيل لتوسيع حكومة نتنياهو، وجد فيها فرصة ملائمة لنقل رسالته والتي كانت معدة مسبقًا". وذكر أن "خطاب السيسي هو الأول من نوعه منذ صعوده للسلطة الذي يعلن فيه بشكل علني عن رغبة القاهرة في القيام بدور مركزي فيما يتعلق بالسلام بين تل أبيب ورام الله؛ فقد ابتعدت مصر عن المشكلة الفلسطينية بسبب تقلباتها السياسية الداخلية وصعود الإخوان المسلمين، بعد أن كانت ضالعة في الأمر لسنوات طويلة". وبعنوان فرعي: "ما وراء خطاب السيسي؟" قال بن مناحيم "يبدو أن الرئيس المصري ير يريد أن يعيد لمصر الدور الذي كانت تقوم به في عهد مبارك فيما يتعلق بالشرق الأوسط، والفوز بمساعدة أمريكية في المجالين الاقتصادي والعسكري واعتراف دولي بنظامه". لكنه لفت إلى أن "السيسي يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدسالشرقية، هذا هو الحل الوحيد وفقًا لرؤيته، وهي نفس رؤية محمود عباس فيما يتعلق بالصراع مع تل أبيب؛ لهذا كل من يعتقد في إسرائيل أن القاهرة لديها حل سحري للقضية الفلسطينية يمكن عبره تحقيق انعطاف سياسي هام عبر الوساطة ، عليه أن يعلم أن مصر تريد دولة عاصمتها القدس". من جانبها، نقلت القناة العاشرة عن مقربين لزعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوج قولهم، إنه "لا يوجد أي اتفاق مع نتنياهو فيما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين"؛ موضحين أن "الشأن السياسي كان دائمًا وسيظل أساس الخلافات بين الاثنين". وجاء ذلك ردًا على ما نشرته تقارير إعلامية عبرية عن زيارة سيقوم بها نتنياهو وهرتسوج للقاهرة يلتقيان فيها بالرئيس السيسي ويعرضان مبادرة سياسية تتعلق بالسلام مع رام الله.