شهدت محافظة الضالع، جنوبي اليمن، يوم الثلاثاء، احتجاجات واسعة، رفضاً للاجراءات الجديدة، التي اتخذتها السلطات العسكرية المحلية في مدينة عدن، بشأن قصر دخول نبتة "القات" إلى أسواق المدينة، على يومي الخميس والجمعة. وقال شهود عيان للأناضول، إن العديد من الشبان قطعوا الطرق العامة وأشلعلوا إطارات السيارات، في منطقة سناح، مركز محافظة الضالع، مطالبين سلطات المحافظة بالتدخل للسماح بدخول القات لعدن، حيث يعتمدون عليه كمصدر رئيسي للدخل. والقات نبتة منبهة يلوكها غالبية اليمنيين في أفواههم لساعات، من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية، ويعتقدون أنها تحفزهم وتمدهم بالطاقة، لكنها مُصنفة كمادة مخدرة في عديد من الدول. وكانت السلطات العسكرية في مدينة عدن، أصدرت قراراً قبل أيام، يقضى بمنع دخول القات إلى أسواق المدينة اعتباراً من يوم أمس الاثنين، ولمدة 5 أيام في الأسبوع، والسماح بدخوله يومي الخميس والجمعة فقط من كل أسبوع. لكن سكان محافظة الضالع، والذين يعتمدون في حياتهم على زراعة القات وتوريده إلى عدن احتجوا، ووصفوا الإجراءات الأخيرة، بإعلان الحرب عليهم و"مصادرة قوت أطفالهم". وقال بيان مشترك لزعماء قبليين والمجلس الأعلى للمقاومة في الضالع (موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي)، إن الاجراءات التي اتخذتها سلطات عدن، "تعسفية ولا تصدر إلا من رجال العصابات، وليست عن دولة". وأضاف البيان الذي اطلع مراسل الأناضول على نسخة منه، أن "الخطوة الأخيرة استهدفت سكان المحافظة (الضالع)، والقضاء نهائياً على ما تبقى من مصدر للحياة". وتوعّد البيان بملاحقة من يقف وراء القرار الأخير، وقال: "نؤكد لكم (والخطاب موجه لسلطات عدن) أننا لن نتوانى في ملاحقتهم فرداً فرداً، ولن ندع أبنائنا يُهانوا من عصابات لم يمارس علينا مثلها في عهد المخلوع صالح (الرئيس السابق علي عبد الله صالح)". يأتي ذلك فيما تشهد اليمن، قتالا مستمرا منذ أكثر من عام، بين قوات الحكومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقوات الحوثيين وحلفائهم، هو القتال الذي لم تنجح المشاورات اليمنية التي انطلقت في الكويت في 21 أبريل/نيسان الماضي، في التوصل إلى حل ينهي هذا القتال.