يستعد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إلى انتخاب رئيس جديدا له خلفا لرئيس الوزراء التركي ورئيسه الحالي أحمد داوود أوغلو في ال22 من الشهر الجاري. وتدور الأقاويل في الأزقة الخلفية حول 6 شخصيات تُعد هى الأبرز والأقرب للمنصب. وزير النقل بينالي يلدرم (أكثر الأسماء تداولا) تشير 90% من الأقاويل إلى أن وزير النقل الحالي بينالي يلدرم سيصبح رئيس الوزراء القادم. فقد كان يلدرم أحد الأسماء الثلاث في المجلس الذي أصبح منه داوود أوغلو رئيسا للوزراء لهذا لن يترك يلدرم مجالا للحظ هذه المرة. وبفضل وزارة النقل الناجحة تصدر جانب المستثمرين المشهد. كما أن عدم تردده في الترشح لرئاسة بلدية بيوكشهير في إزمير وتوليه منصب كبير مستشاري الرئاسة لفترة ما ضمنت اجتيازه إختبار الولاء والقرابة. ومع تبقى 10 أيام فقط على عملية التصويت يتقدم يلدرم عن سائر منافسيه. وزير الطاقة برات البيراك يبرز بيرات البيرق كإسم واعد في المستقبل بفضل طلاقته في اللغة الإنجليزية وخبرته في القطاع الخاص وهيمنته على الطاقة والاقتصاد وسجله التعليمي الحافل. هناك من يرون أن كونه صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يقلل من فرصه وهناك آخرون يرون أن هذه القرابة ستضمن عدم تشكّل قيادتين في المستقبل. هناك أيضا من يرون أن الطريق لا يزال مبكرا بالنسبة لبرات وأنه لا يتم الدفع به كي لا يُستهلك إسمه غير أنه هناك من يقولون أنه مرشح لرئاسة الوزراء. وزير العدل بكير بوزداغ بالنسبة لأردوغان الولاء والتناغم هما أهم عنصرين. ومنذ تحقيقات الفساد 17-25 نوفمبر عام 2013 برز الجانب العملي في مهمة وزير العدل وبفضل النجاح الذي حققه تولى منصب وزير العدل مرة اخرى. كما تولى رئاسة الديون في مجلس 12 سبتمبر. ويظهر بوزداغ كإسم يمكن للقطاعات المحافظة تبنيه بسهوله بفضل شخصيته الدينية والحقوقية. وعلى الرغم من أن الوقت يرفع ويقلل من حظوظ البعض فإن بوزداغ يحافظ على نصيبه في التوازن. وزير الدفاع عصمت يلماز عندما يتعلق الأمر باختبار الولاء لأردوغان فإن عصمت يلماز هو أحد الأسماء التي يمكن حصرها بصحبة بينالي يلدرم و بكير بوزداغ. فتوليه رئاسة المجلس في الفترة بين 7 يونيه و الاول من نوفمبر هو أحد العوامل المهمة في سطوع نجمه. كما أن إدارته منصب وزير الدفاع بعد رئاسة المجلس بالعزيمة نفسه أظهر أنه رجل المهمة وليس صاحب منصب فقط. كما أن معرفته لغات اجنبية وكونه رجل أمين يرجحان من كافته. مستشار رئيس الوزراء نعمان كورتولموش توليه رئاسة حزب السعادة وحزب صوت الشعب وظهوره القوي في الرأي العام جعلته يبدو كإسم مناسب لنموذج حزب العدالة والتنمية القوي. كما ظهر كأحد أكبر مميزات العدالة والتنمية خلال عمليتي الإصلاح والإنتخابات بفضل خطاباته القوية وحنكته السياسية. لكن بعد تجربة داوود أوغلو لا يمكن التكهن ما إن كان العدالة والتنمية سيواصل الطريق بشخصية بارزة أم لا. وزير الصحة محمد مؤذن أوغلو وقع إسم محمد مؤذن أوغلو ضمن المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء بفضل علاقاته الجيدة مع نواب البرلمان التركي والمؤسسات أثناء توليه منصبي والي إسطنبول ووزير الصحة. فمنذ دخول لعالم السياسة أظهر مؤذن أوغلو سيره على خطى أردوغان وأنه لا يعاني من أية مشاكل فيما يتعلق بالتناغم مع رؤية الحزب. كما يتمتع أيضا بدعم قوي من مناطق مرمرة وتراقيا وتعاطف كبير في أوساط سكان البلقان.