قتل شخصان، أحدهما ناشط لحقوق المثليين، الاثنين طعناً حتى الموت في شقة في دكا عاصمة بنجلادش، بحسب ما أفادت الشرطة، في هجوم جديد في سلسلة الهجمات على نشطاء وعلمانيين في البلد الذي يدين غالبية سكانه بالاسلام. وقال المتحدث باسم الشرطة معروف حسين سوردر لوكالة فرانس برس إن "مهاجمين مجهولين دخلوا شقة في حي كالاباجان وقتلوا شخصين بالسواطير. وأصيب شخص اخر". وقال سوردر إن ستة رجال على الأقل دخلوا المبنى المؤلف من سبعة طوابق وقالوا إنهم جاؤوا لتسليم ظرف الى شقة يسكن فيها أحد الضحايا. وذكرت قناة "جامونا" التلفزيونية الخاصة نقلاً عن شهود عيان أن المهاجين هتفوا "الله اكبر" وأطلقوا عيارات فارغة لإثارة الذعر أثناء خروجهم من الشقة. ولم تحدد الشرطة هوية الضحايا، إلا أن نشطاء لحقوق المثليين أكدوا لوكالة فرانس برس أن احدهم هو ذو الحظ منان وهو محرر مجلة "روبان" الوحيدة المتخصصة في قضايا المثليين والمثليات والمتحولين جنسيا. وذكر أحد أعضاء المجلس الاستشاري للمجلة لوكالة فرانس برس إن القتيل "كان عضوا في مجلس تحرير مجلة روبان". ودانت السفيرة الأميركية في بنجلادش مقتل منان الذي قالت إنه مواطن بنجلاديشي يعمل في السفارة الأميركية في دكا. وأضافت "هالني خبر مقتل ذو الحظ منان وشاب بنجلاديشي آخر (..) ونحن ندين عمل العنف المجنون هذا وندعو حكومة بنجلاديش إلى اعتقال المجرمين الذين وراء جرائم القتل هذه". وكان منان وعدد من أصدقائه أطلقوا مجلة "روبان" قبل عامين وكانوا وراء مسيرة "قوس قزح" السنوية للمثليين التي تجري في 14 ابريل منذ العام 2014. إلا أن الشرطة حظرت المسيرة هذا العام في إطار إجراءات أمنية واسعة. وقبل هذه المسيرة صرح منان لفرانس برس أنه تلقى تهديدات من إسلاميين وقال "لقد شكلوا مجموعة على الانترنت لتهديدي". والأحد أوقفت شرطة بنجلادش طالباً إسلامياً غداة مقتل أستاذ جامعي في أحدث عملية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية في بنجلادش. وكانت الشرطة أعلنت في منتصف أبريل توقيف اثنين من عناصر مجموعة إسلامية مسلحة محظورة يشتبه بضلوعهما في اغتيال ناشط مؤيد للعلمانية قبل ذلك بأيام. وهناك توتر بين العلمانيين والمتشددين في هذا البلد المحافظ الذي شهد مقتل عدد من المدونين العلمانيين ومن أبناء الأقليات الدينية والأجانب. وتنفي سلطات بنجلادش باستمرار أن تكون مجموعات إسلامية تابعة للخارج تنشط في البلاد، غير أن المحللين يرون أن الازمة السياسية المزمنة في هذا البلد حملت المعارضة إلى التطرف، محذرين بأن الإسلاميين يطرحون خطراً متزايداً.