قال الكاتب والمحلل السياسي الروسي يفغيني سيدوروف, إن الحريق الضخم الذي شب بوزارة الدفاع وسط موسكو، لا يؤثر سلبا على صورة روسيا كدولة عظمى في العالم, حسب زعمه. وأضاف سيدوروف في تصريحات ل"الجزيرة", أن المبنى الذي احترق ليس هو المبنى الرئيس لوزارة الدفاع, وإنما هو أحد مبانيها. وأشار إلى احتمال حدوث خلل فني أدى لماس كهربائي نجم عنه الحريق في المبنى الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1792. واعتبر أن هناك مبالغة وتهويلا فيما يتعلق بتداعيات هذا الحادث على صورة روسيا في الخارج, لأنه يمكن أن يقع في أي دولة في العالم, على حد قوله. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في 3 إبريل اندلاع حريق في أحد المباني التابعة لها في موسكو، وإجلاء نحو خمسين شخصا كانوا موجودين فيه. ونقلت "الجزيرة" عن مصادر في موسكو قولها إن الحريق التهم ثلاثة طوابق في المبنى من الطابق الثالث وحتى الخامس، مشيرا إلى احتمال انهيار المبنى بشكل كامل. وأوضحت هذه المصادر أن الحريق شب على مساحة 3500 متر مربع في المبنى الواقع على بعد مائتي متر من الكرملين، ويعود بناؤه إلى عام 1792. واعتبر البعض أن حريق وزارة الدفاع يشكل ضربة كبيرة لروسيا, باعتباره رمزا للقوة العسكرية، وبالنظر إلى إمكانية وقوع خسائر فادحة لوثائق الوزارة. وحسب وسائل إعلام روسية, يوجد بالمبنى المحترق ما يسمى فرع إدارة أملاك وزارة الدفاع الروسية, التي تحتوي قضايا فساد كبرى في الوزارة إبان عهد الوزير السابق، وأن ملفات الفساد التي كانت تتحدث عن قضايا ب13 مليار روبل، احترقت. وشارك نحو ثلاثمائة رجل إطفاء -وأكثر من ثمانين سيارة إضافة إلى مروحية- في إخماد الحريق. والمبنى الأثري المحترق يضم مكاتب لقادة وزارة الدفاع الروسية، لكن الوزارة تملك مقابل هذا المبنى مقرا آخر جديدا شيد خلال الحقبة السوفيتية، ومبنى ثالثا لقيادة العمليات العسكرية كثيرا ما يوجد فيه قائد الأركان بالدرجة الأولى.