«البابا» يتبرأ من «رهبان وادى الريان»: «صبرت عليهم لأقصى درجة».. والرهبان يرفضون اتفاق «الأنبا أرميا» كشف مصدر كنسي أن لجنة الأديرة بالمجمع المقدس اجتمعت برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لبحث أزمة دير وادى الريان في الفيوم، بعد رفض الرهبان الاتفاق الأخير الذي رعاه الأنبا أرميا، الأسقف العام للكنيسة، والمهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية. وكان رهبان الدير منعوا شركة المقاولون العرب المسؤولة عن شق طريق «الفيوم- الواحات» وحرق أحدهم (لودر) مملوكا للشركة، كما قام الرهبان ببناء سور حول بعض الأراضي لعرقلة المشروع. وقال المصدر، إن البابا غاضب بسبب رفض الرهبان للاتفاق الذي جعل عيون المياه ضمن أراضي الدير ويقنن وضعه، دون إلحاق أضرار بالموجودين فيه، ووصف الاتفاق ب«الجيد جدًا»، وأكد تبرؤ الكنيسة من الرهبان. وتابع المصدر أن البابا كرر كلامه في مؤتمر المغتربين بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون، حيث قال: «أعتز بديري وإخوتي الرهبان لكن عندما أجد خطًأ في طريق الرهبنة أو الأديرة لا يصح أن أسكت عليه، وأنا بحكم منصبي، الرئيس الأعلى للأديرة والرهبنة، وعندما بدأت مشكلة منطقة وادى الريان، بأن ناس اشتغلوا بدون معرفة الكنيسة برغم ادعائهم علمها واستولوا على أرض ليست ملكهم، والشواهد على ذلك كثيرة، فهل هذه الأمور تناسب تصرفات رهبان، والرهبنة يقال عنها الفقر الاختياري». ونقل عن البابا قوله: «المساحة التي وضع الرهبان أيديهم عليها 13 ألف فدان، ومساحة دير السريان الأثري فدان وربع فقط، وكذلك الأنبا بيشوى، وبعد ذلك تم إنشاء سور وفصل عيون المياه الموجودة». وتابع البابا: «إنهم يدعون أن هذا دير، وهو ليس ديرا ملك لله وليس تابعا للكنيسة، وعندما استدعى المسؤول وهو راهب له أكثر من 40 سنة في الرهبنة وأقول له: (اجعل المكان يعيش في سلام) يرد على أعجب رد: (أنا لا أسمع غير كلام المسيح) وبذلك فهم خرجوا عن نطاق الكنيسة ونطاق الدولة وفي هذه الحالة يبقى الدولة تتصرف معاهم». وقال: «رفض هؤلاء الرهبان كل الحلول وأنا شخصيًا صبرت عليهم إلى أقصى درجة، فهذه الأزمة بدأت في أكتوبر 2014 وانتهت في مارس 2016، هذا المكان ليس ديرا والساكنون فيه ليسوا رهبانا حتى لو لبسوا الزى الرهباني»، محذرًا الأقباط من زيارة المكان أو التبرع له. وأضاف البابا: «أوجه كلامي للجميع، كل مكان الكنيسة لم تعترف به أو يكون به ملحوظات على مكانه، لا يصح زيارته بأي صورة من الصور، ولا التواجد فيه ويكفى أن المكان مبنى على كسر الطاعة». وقال المصدر إن الراهب اليشع المقاري سبق أن أرسل خطابا لرهبان الدير للسماح بشق الطريق وقبول الاتفاق الأخير، لكن عناد بعض الرهبان منعهم من الاستماع لمدبرهم الروحي، وهناك خطوات للاعتراف بالدير وهى أولًا وجود تجمع رهباني ووجود مدبر روحي ومستندات تثبت ملكية الأرض المقام عليها الدير، وبعد ذلك تقوم لجنة الأديرة والرهبنة بزيارة المكان وكتابة تقرير للمجمع المقدس ليعترف بالدير أو لا. ولفت المصدر إلى أن الطرق البديلة التي يطرحها الرهبان للطريق لا يمكن تنفيذها، حيث تم عرض الدراسات على الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق بجامعة عين شمس، والذي كان نقل الطريق الرئيسي 1200 متر، لتدخل عيون المياه داخل نطاق الدير.
وفي السياق نفسه، جددت نيابة أبشواي، حبس ماهر عزيز حنا، الراهب المشلوح الذي كان يسمى «بولس الريانى»، 15 يومًا على ذمة التحقيق في الاتهامات الموجهة له بمقاومة سلطات وحرق لودر مملوك لشركة المقاولون العرب. وقال الراهب أثناسيوس الريانى إن النيابة أصدرت قرار التجديد دون حضور محامى المتهم، ورفضت دخول احتياجات للراهب مثل نظارته الطبية وبعض متعلقاته الشخصية، مؤكدًا أن رهبان دير وادى الريان لن يتنازلوا عن حقهم في الدفاع عنه حتى لو كان الثمن الاستشهاد منبهًا إلى أنهم يملكون أوراقا تثبت أثرية الدير، كما أن هناك بدائل لإنشاء طريق «الفيوم- الواحات» الذي سيحدد حياة الرهبنة. واتهم الراهب مارتيروس الريانى، المفوض عن الدير المنحوت، في مفاوضات مسؤولي الدولة والكنيسة لمرور طريق «الفيوم- الواحات»، 6 رهبان مشلوحين و6 من طالبي الرهبنة بعرقلة إنشاء الطريق، وقال في البلاغ رقم 950 إداري مركز شرطة يوسف الصديق، إن الراهب المشلوح قام بتحريض عدد من الرهبان وطالبي الرهبنة على منع مرور الطريق، والتخطيط لإفشال الاتفاق الذي تم بين المهندس محلب والأنبا أرميا ومحافظ الفيوم، الذي توصل لحل الأزمة.