رغم صغر سنه، فلم يتعد العاشرة من عمره، إلا أن انتماءه سبق عقله وقرر التنازل عن حلمه في التتويج ببطولة العالم للشطرنج، والذي كبر معه منذ طفولته في سبيل معايشة الفلسطينيين آلمهم التي حلت بالدولة الفلسطينية. جاء هذا القرار ليلقن الدول العربية درسًا قاسيًا في الشعور بالانتماءات، لاسيما عقب تعدد وقائع التطبيع مع الكيان الصهيوني وآخرها ما قام به النائب توفيق عكاشة باستقباله السفير الإسرائيلي على مأدبة طعام في منزلة. وانسحب الطفل التونسي محمد حميدة أمس الأول، لاعب المستقبل الرياضي التونسي للشطرنج، البالغ من العمر 10 سنوات، من بطولة الشطرنج للعالم بعد رفض ملاقاة نظيره الإسرائيلي في إطار تصفيات بطولة العالم الدولية للشطرنج. وقال الطفل إن قرار انسحابه من المسابقة "لم يكن بناء على قرار دولته وإنما من دوافعه الذاتية حول معاناة الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف الطفل الفلسطيني: قائلاً: "لن أواجه قاتل إخوتي في مجرد لعبة، الأصح أن أواجهه على أرض القدس" موضحًا أن ذلك جاء تضامنًا مع أطفال فلسطين ومساندة لأطفال غزة المحاصرين من إسرائيل. تزامن تصرفات الطفل التونسي مع واقعتين مختلفتين بالدول العربية أحدهما بالقاهرة وبطلها النائب "توفيق عكاشة ومرتضى منصور"، والثانية كانت في دبي. التطبيع الإسرائيلي بمصر شهدت الآونة الأخيرة صفقة تعاونية مع الكيان الصهيوني، لاسيما بعد مشاركة اللاعب الزامبي "إيمانويل مايوكا" القادم من الدوري الإسرائيلي في نادي الزمالك، بل وجود حقائق ومستندات تكشف عن عمولات الكرة المصرية المستترة وتفضح أساليب التحايل وتعلن أمام الجميع الحقائق الكاملة في حصول وكيل إسرائيلي على 300 ألف دولار عمولة في صفقة انتقاله دون الإعلان عن التفاصيل. الإمارات تستقبل الوفد الإسرائيلي بحفاوة بالغة وكانت هناك انتقادات عديد قد وجهت إلى دولة الإماراتالمتحدة حول الحفاوة البالغة عند استقبالها للوفد الإسرائيلي مما دعا الخارجية الإماراتية بالرد قائلاً: "إن قرار رفع العلم جاء للترحيب بالوفد الإسرائيلي والتأكيد على مبدأ المعاملة بالمثل مع جميع الوفود". وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت عن تفاصيل المخطط الإسرائيلي بالتطبيع مع دولة الإمارات من خلال افتتاح بعثة غير تقليدية إلى حد ما في أبو ظبي، مما يمثل أول تواجد دبلوماسي لإسرائيل في الإمارات العربية المتحدة. وأضافت الصحيفة، بأنه على الرغم من دعم أبو ظبي الرسمي للدولة الفلسطينية ورفضها الاعتراف بالدولة اليهودية، فإن الإمارات العربية المتحدة و(إسرائيل) في الأعوام الأخيرة قد وجدا نفسيهما يملكان انحياز متشابهة حول عدد من القضايا الإقليمية.