تواصلت ردود الفعل اللبنانية عقب قرار السعودية بوقف تمويل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أمس الجمعة ، حيث تمنى رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أن تراجع الرياض قرارها، فيما اعتبره وزير الداخلية اللبناني الخبر الأسوأ، بينما حمّل سعد الحريري وسمير جعجع حزب الله مسؤولية الغضب السعودي. رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، أعرب عن أسفه لقرار السعودية، معبراً عن أمله في إعادة الرياض النظر فيه، وقال "إننا تلقينا بكثير من الأسف قرار السعودية المفاجئ". وأكد أنه ينظر إلى قرار السعودية باعتباره "أولاً وأخيراً شأناً سياديًّا تقرره وفق ما تراه مناسباً". وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، قال إن الخبر الأسوأ هو المراجعة الشاملة للسعودية ومعها الإمارات والبحرين في علاقاتها مع لبنان، لافتاً إلى أن القادم أعظم. ودعا المشنوق رئيس الحكومة تمام سلام إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة السياسة الخارجية للبنان. المشنوق تساءل في بيان له: "هل الإصرار على مخالفة الإجماع العربي هدفه عزل لبنان عن محيطه العربي ودفعه إلى هاوية يصعب الخروج منها؟". وعبر الوزير اللبناني عن أسفه "لاستمرار البعض في محاولات تحويل لبنان إلى سياسة بعيدة كل البعد عن تاريخه ودستوره وتتنكر لهويته العربية وتتناقض ومصالحه الوطنية، وتعرّض مستقبل أبنائه لأخطار كبيرة". وأكد المشنوق مراجعة السعودية علاقتها بلبنان، بتضامن إماراتي وبحريني وخليجي، "هو أول الغيث"، قائلا إن "الآتي الأعظم، خصوصاً أنها المرة التي يواجه لبنان تحدياً مصيريًّا كهذا". وتعجب الوزير اللبناني من تناسي البعض لما قدمته السعودية للبنان وقال: "هل ذاكرة البعض ضعيفة إلى هذه الدرجة، كي ينسوا دعم أشقائنا في الخليج خلال أحلك الظروف؟ وفي مقدمهم السعودية. هي التي لم تميز يوماً بين لبناني وآخر". من جانبه حمّل رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، حزب الله مسؤولية خسارة لبنان لمليارات الدولارات. كما طالب جعجع الحكومة اللبنانية بالضغط على الحزب لعدم التعرض للرياض. أما زعيم كتلة تيار المستقبل سعد الحريري، فقد عبر عن تفهمه الكامل لقرار السعودية ووصف سياسات لبنان الخارجية بالرعناء، والتي تضر بالشعب اللبناني، وكرر قوله في ذكرى تأبين والده رفيق الحريري الأسبوع الماضي "إن كل من يعتقد أن لبنان يمكن أن يتحول إلى ولاية إيرانية فهو واهم"، في إشارة إلى حزب الله اللبناني. السعودية كانت أعلنت الجمعة أنها أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي اللبناني "نظرا لمواقف بيروت التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين" وهو القرار الذي دعمتها فيه الإمارات والبحرين. وأكد مصدر سعودي مسؤول أن بلاده أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوة الأمن الداخلي بما قيمته 4 مليارات دولار، نظراً لما سمّاه "المواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات بين البلدين"، منتقداً عدم وقوف بيروت مع الرياض في المحافل الدولية، ورفضها إدانة الاعتداء على سفارة السعودية بإيران، مشيراً إلى ما دعاه بالمواقف السياسية والإعلامية التي يقودها "حزب الله في لبنان" ضد السعودية. القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في تصريح ل "إيلاف" قال إن "مواقف لبنان الرسمي تأتي بشكل عدائي ضد المملكة العربية السعودية، وكانوا ينتظرون أن الهبات تبقى موجودة وهذا يخالف المنطق". علوش حمّل مواقف لبنان الرسمية المسؤولية عن هذا القرار الذي إتخذته المملكة، ولفت الى أن لبنان خرج بمواقفه الرسمية عن الإجماع العربي، وحتى عن الإجماع الإسلامي، وهذه الخطوة السعودية تعتبر منطقية، وربما أتت متأخرة بعض الشيء". واعتبر علوش أن "مواقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل هي السبب المباشر لصدور القرار السعودي، حتى أن الشارع الخليجي والسعودي بات يسأل عن الأسباب التي تدفعنا لدعم لبنان طالما أن مواقفه معادية لنا، وراى أنه اذا كانت المواقف اللبنانية داعمة لإيران فلتقدم طهران هذا الدعم". من جانبه قال حزب الله اللبناني في بيان له الجمعة إن القرار السعودي بوقف المساعدات المالية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية: "لم يفاجئ أحدا على الإطلاق في لبنان". ورفض الحزب تحميله المسؤولية عن القرار السعودي بسبب مواقفه السياسية والإعلامية في اليمن والبحرين وغيرهما، وأرجع القرار السعودي لما تعانيه من أزمة خانقة بسبب حجم النفقات الضخمة التي تصرفها على الحرب في اليمن، حسب قوله.