"بشر وسيكررون الأخطاء، لا تخلي عن ميدان التحرير، اختيار المنهج الثوري، تنفيذ رؤية حازم أبو إسماعيل"، هكذا رأى شباب بجماعة الإخوان المسلمين، حالهم لو عاد بهم الزمن للأيام الأولى لثورة يناير 2011، مؤكدين أنهم "كانوا في الصفوف الأولى للثورة في كل فعالياتها بداية من 25 يناير مرورًا بموقعة الجمل إلى موقعة محمد محمود". أحمد رامي، القيادي الإخواني، انتصر لموقف شباب الإخوان خلال الثورة، مشيرًا إلى أنه "في الوقت الذي كانت قيادة الجماعة مختلفة حول المشاركة من حيث المبدأ في 25 يناير وتركت المشاركة قرارًا حرًا للقواعد، جاءت كثافة مشاركة القواعد والشباب منهم خاصة يوم 25 لتغير من قرار القيادة إلى الحشد ليوم 28 يناير 2011". وأضاف في تصريحات ل"المصريون"، أن حشد الشباب الإخواني تكرر في أحداث محمد محمود خاصة الأولى، ورغم القرار المبدئي بعدم المشاركة فيها؛ إلا أن شباب الجماعة بما فيها أبناء قيادات كثيرة منها شاركت". وتابع: "ما جعل القيادة أيضًا تغير القرار إلى المشاركة في الجهود الإغاثية عبر أعضائها من المهن الطبية، ومشاركة الرموز المجتمعية في محاولات وقف الاشتباك واعتداء الداخلية على المعتصمين، كان أبرزها محاولة لعلماء الأزهر لعمل حاجز بين الطرفين، فضلاً عن مشاركة محمد البلتاجي وآخرين في ذات الجهود". وبشأن أخطاء الجماعة خلال الثورة، قال رامي: "الأخطاء أعتقد أنها كانت إستراتيجية"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "شباب الإخوان بغض النظر عن أي قرارات تنظيمية كانوا حاضرين لكل الفعاليات الثورية". وأشار رامي إلى أن "أخطاء الجماعة الاستراتيجية، كانت في طبيعة العلاقة مع أطراف معادلة القوى وبقايا دولة مبارك، في علاقة حذرة مشوبة برغبة في تلاقي الصدام من قبلنا، في وقت كان الطرف الآخر يعاملك كعدو يهيئ الظرف للقضاء عليك ماديًا ومعنويًا، لقد أخطأنا في اختيار النهج الإصلاحي مع مؤسسات هي جزء من نظام مبارك بثورة يناير". قال أحد شباب الجماعة بالخارج، رفض ذكر اسمه: "أكبر أخطاءنا ترك الميدان يوم 11 فبراير، والتسليم بكل ثقة للمجلس العسكري الذي أدار البلاد بعد سقوط نظام مبارك". وأضاف: "كان الأولى لقيادات الجماعة أن تسمع كلام حازم صلاح أبو إسماعيل، في الالتزام الثوري وتقديمه على المنهج الإصلاحي، مع مؤسسات الدولة الخاضعة بكل أركانها لدولة مبارك". فيما رأى قيادي شاب في إحدى الحركات الثورية، رفض ذكر اسمه، "اعتقد أن الإخوان لو رجع بهم الزمن سيكررون نفس أخطائهم، لأنهم ببساطة بشر وليسوا على رأي واحد ولا موقف واحد، وبداخل الجماعة آراء كثيرة، وأحيانا يؤخذ بها وأحيانا لا، لكن الغلبة في النهاية للأغلبية ولأصحاب النفوذ داخل التنظيم". وتحل غدًا الاثنين، الذكرى الخامسة لثورة يناير، وسط دعوات من قوى وحركات ثورية معارضة للتظاهر والدعوة لما أسموه ب"إسقاط النظام"، فيما توعدت وزارة الداخلية في بيانات أمنية رسمية "الخارجين على القانون"، بالرد عليهم بالذخيرةالحية.