انطلق مساء اليوم الأربعاء، وسط القاهرة, بها آلاف الصوفيين من جنسيات عدة، في موكب من مسجد سيدي صالح الجعفري (بمنطقة الدراسة)، مرورًا بشارع الأزهر، وصولاً إلى مسجد الحسين، احتفالًا بمولد النبي محمد (ص). ووفقًا لمراسل الأناضول، أغلقت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، منطقة المشهد الحسيني, بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، الذي أحياه عدد كبير من مشايخ الطرق الصوفية على رأسها الطريقة ( الحمدية، الشاذلية، والعزمية، والرفاعية، والقصبية). وشهد ميدان الحسين زحامًا عقب توافد المسيرات الصوفية إلى المكان، كما احتشد المئات أمام ضريح الإمام الحسين بغرض الزيارة، فيما حملت الطرق الصوفية في الموكب لافتات عليها أسماء كل طريقة، ولافتات تمدح الرسول الكريم. ومن جانبها قالت دار الإفتاء المصرية، في حكم المواكب احتفالا بالمولد النبوي الشريف، إن "ما جرى عليه العمل في بعض الأنحاء من عمل موكب يسير فيه المحتفلون بالمولد حاملين رايات عليها بعض الشعارات الدينية، ويتغنون فيها بالمدائح النبوية والقصائد الزهدية، لا حرج فيه طالما خلا مما ينافى الشرع من الاختلاط المذموم أو تعطيل المصالح العامة". وأضافت، في بيان، أنه "إذا كان الضرب بالدف في إعلان النكاح أمرًا أجازه الشرع، من باب إظهار الفرح بالنكاح، فاستعمال الدف لإظهار الفرح بمولد خير الأنام أولى، وجواز ذلك كله مشروط بمراعاة الأدب المطلوب شرعًا في مثل هذا المقام". ويمثل المولد النبوي الشريف مناسبة وقيمة دينية واجتماعية ترتبط بعادات وتقاليد الكثير من المصريين.
ويتمسك المصريون بالصورة العامة للاحتفال، التي رصدها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، في تأريخه للحملة الفرنسية على مصر (من 1798م إلى 1801). ويقول الجبرتي إن "المصريين أجبروا الاستعمار الفرنسي على مشاركتهم الاحتفال، حيث استشعر نابليون بونابرت (قائد الحملة الفرنسية) أن من أهم أبواب الدخول إلى قلب هذا الشعب الاحتفال معهم بمثل هذه المناسبة". وذكر أن "بونابرت أرسل أموالا للاحتفال قدرها 300 ريال فرنسي، إلى منزل الشيخ البكري (نقيب الأشراف فى مصر) في حي الأزبكية, وأرسلت الطبول الضخمة والقناديل، وفى الليل أقيمت الألعاب النارية احتفالاً بالمولد، وعاود نابليون الاحتفال به في العام التالي، وذلك من أجل استمالة قلوب المصريين إلى الحملة الفرنسية وقادتها".