أبدى عدد من الشخصيات المحسوبة على التيار الليبرالي، استياءهم من ضعف التصويت على برلمان 2015، مؤكدين أنه سيكون سيء السعة، قائلين: "إننا لسنا أمام برلمانٍ حقيقي، بل برلمانٍ قامت السلطة بتفصيله ليكون إحدى أذرعها التنفيذية". أكد مصطفى النجار، عضو البرلمان السابق، أن عزوف المواطنين عن الانتخابات يراجعٌ إلى فقدانهم المصداقية والتنافس الحقيقي، واصفا إياها بأنها تجرى دون معارضين. وعند سؤاله عن التخوفات من قيام البرلمان بتعديل الدستور بما يزيد من صلاحيات رئيس الجمهورية، قال النجار، إن كل شيءٍ محتملٌ، وإن المفارقة الحقيقية تكمن في أن الدستور الذي نخشى تعديله، لم يُطبق أصلًا، ويتم انتهاكه ليل نهار على شاشات التلفاز- حسب قوله. وأضاف النجار، أن مصر لا تُحكم بدستورٍ، وإنما من خلال سلطةٍ تفعل ما يحلو لها وتلقي التهم بالخيانة والعمالة على من يعارضها، قائلًا: "إننا لسنا أمام برلمانٍ حقيقي، بل برلمانٍ قامت السلطة بتفصيله ليكون إحدى أذرعها التنفيذية". وافقه في الرأي الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، الذي قال "إن الوضع اليوم كاشفٌ لما يحدث في مصر من قتلٍ للحياة السياسية بفعل الاستبداد والأكاذيب التي روجها النظام عن نفسه على مدار عامين منذ وصوله إلى الحكم". وأضاف نور، أن عزوف المواطنين عن التصويت قد لا يكون نتيجة دعوات قوى المعارضة للمقاطعة، لكنه تعبيرًا عن استياء المواطنين مما يحدث، لافتًا إلى أن الوضع شديد الشبه بانتخابات 2010 سيئة السمعة.
واعتبر نور، أن انتخابات 2015 بمثابة يوم فارق منذ 3 يوليو 2013، داعيا فصائل وقوى المعارضة إلى إدراك ذلك والاصطفاف في خندقٍ واحدٍ بالاتفاق على وثيقةٍ وطنيةٍ جامعة للخلاص من هذا النظام واسترداد ثورة 25 يناير وما قامت عليه من مبادئ. كما أصدر عدد من الشخصيات المحسوبة على التيار الليبرالي من بينهم الدكتور ثروت نافع، رئيس البرلمان المصري السابق، والدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والشاعر عبدالرحمن يوسف، بيانا أثنوا خلاله على المواطنين الذين قاطعوا الانتخابات انطلاقا من وعيهم، - حسب تأكيدهم- معتبرين ذلك صفعة على وجه نظام 3 يوليو. وقالوا: "اليوم عاد شعبنا الأبي ليؤكد صفعته على وجه سلطة القمع والفساد عازفا عن المشاركة في انتخاباتها المزيفة، كاشفا كذب أبواقها الإعلامية وأذرعها الدعائية التي روجت طويلا لشرعية مكذوبة وشعبية مصطنعة". وأكدوا خلال البيان، أن الشعب كان معلمًا للجميع، ولم يتخذ موقفه بالمقاطعة استجابة لدعوة جهة أو حزب أو فئة وإنما انطلاقا من وعيه بأن الطريق الذي تسير فيه البلاد يُنذر بكوارث غير مسبوقة لا يمكن تدارك آثارها؛ وبالتالي فالشعب أعطي إشارة البدء للانخراط في حملة للتغيير تستعيد الحرية وترد الحقوق لأهلها. ودعوا كل العقلاء لالتقاط الرسالة والالتفاف حول مطالب الشعب الجامعة واستعادة الصف الواحد لإنقاذ مصر وإقصاء من استخف بها واستهان بشعبها واستحل دماء أبنائها وخيرات أهلها.