نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية مقالا للكاتب ديفيد غاردنر, قال فيه إن روسيا لم تأخذ الدرس من فشل أمريكا في تشكيل الشرق الأوسط وفق مآربها, وكررت الخطأ ذاته بالتدخل العسكري في سوريا. وأضاف الكاتب في 7 أكتوبر " تدخل روسيا في الشرق الأوسط مغامرة متهورة مثل أمريكا، القوة العسكرية الأمريكية, التي لا مثيل لها, فشلت في تشكيل الشرق الأوسط, وفق مآربها، وليس هناك ما يدعم أن قوة عظمى أخرى, مثل روسيا, ستفعل ما هو أفضل", مشيرا إلى أن "القوتين وقعتا في المستنقع". وتابع "سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتهازية ستنتهي بكسب روسيا عداوة المسلمين السنة الأبدية، وهذا الأمر ينبغي أن يقلق روسيا نظرا لوجود عشرات الملايين من المسلمين السنة داخل حدودها, والآلاف منهم، معظمهم من الشيشان، يقاتلون بالفعل في سوريا، بالإضافة إلى إقامة تنظيم الدولة قواعد له في شمال القوقاز". وأشار غاردنر إلى أن تدخل روسيا والبراميل المتفجرة لنظام بشار الأسد والعنف الزائد لتنظيم الدولة سيؤدي حتما إلى تدفق جديد للاجئين المسلمين السنة, وهو ما سيفاقم من أزمة اللاجئين ويضاعف الضغوط على أوروبا. وكان الطيران الروسي قصف الأربعاء 7 أكتوبر مناطق بوسط وشمال سوريا, ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين في إدلب وحلب, في حين أطلقت بوارج روسية من بحر قزوين صواريخ باليستية بعيدة المدى على مواقع لتنظيم الدولة وجبهة النصرة, وفقا لوزارة الدفاع الروسية. وقال مراسل "الجزيرة" في إدلب شمال غربي سوريا إن ستة مدنيين قتلوا في غارة روسية على قرية معصران بريف إدلب, كما أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في غارات شنتها طائرات روسية على مدينة دارة عزة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ريف حلب الغربي. ومن جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الروسية استهدفت بلدات كفر زيتا وكفر نبودة والصياد وبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي, وبلدتي خان شيخون والهبيط في إدلب. وكان نحو خمسين مدنيا قتلوا في حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) في أولى الغارات الروسية التي بدأت الأربعاء مطلع أكتوبر, انطلاقا من مطار "حميميم" بريف اللاذقية غربي سوريا. وبينما قالت موسكو في البداية إن حملتها تستهدف تنظيم الدولة, أظهر تحليل الضربات الجوية الروسية أن معظمها تركز على فصائل المعارضة المسلحة. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه من بين 57 غارة روسية استهدفت اثنتان فقط تنظيم الدولة. وبالإضافة إلى مطار "حميميم" باللاذقية, الذي بات نقطة الانطلاق الرئيسة للطائرات الروسية بسوريا, تجهز روسيا قواعد أخرى, وأظهرت صور نشرت في 7 أكتوبر سفينة روسية محملة بعربات عسكرية وهي تعبر مضيق البوسفور في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري الذي توجد به قاعدة بحرية روسيا