قال عضو جبهة "طريق الثورة" صفوان محمد إن تمكن قائمة "في حب مصر" من حسم المعركة الانتخابية في منطقة شرق الدلتا، بالتزكية, قبل أسابيع من بدء التصويت في الانتخابات البرلمانية، يؤكد أن الدولة لن تسمح إلا لرجالها فقط بخوض هذه الانتخابات، وتضع بدائل كثيرة, حتى لا يتسرب معارض واحد للبرلمان المقبل, حسب تعبيره. وأضاف محمد ل"الجزيرة" أن "النظام لن يسمح بدخول أي ثوري الانتخابات البرلمانية، ولا الفوز فيها, وذلك إما بتلفيق قضايا تحول دون ترشح هذا الثوري, أو من خلال تسليط الإعلام الموالي عليه لتشويهه"، واستطرد "سيكون هناك عملية تزوير معنوية غير مسبوقة بحجة محاربة الإرهاب", على حد قوله. وكان رئيس حزب "الجيل" ناجي الشهابي قال أيضا إن الانتخابات البرلمانية المقبلة, ستكون الأسوأ في تاريخ مصر، فالتدخلات قائمة على قدم وساق، والارتباك والغموض يسودان المشهد، ودعم الدولة لقائمة "في حب مصر", لا يمكن إنكاره, حسب تعبيره. وأضاف الشهابي ل"الجزيرة" أن النظام يسعى لتشكيل برلمان ضعيف من غير ذوي الخبرة البرلمانية، حتى يمكنه التحكم به، مشيرًا إلى أنه تم استبعاد قوائم الجبهة المصرية من القاهرة والجيزة لإفساح المجال لقائمة "في حب مصر"، وختم بالقول إن البرلمان المقبل سيكون أسوأ من برلمان 2010. ويتألف مجلس النواب المقبل من 568 عضوًا ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بينهم 448 يفوزون في منافسات فردية و120 يفوزون من خلال قوائم، بينهم شباب ونساء ومسيحيون، ويعين رئيس الدولة ما لا يزيد على 5% من الأعضاء. والانتخابات البرلمانية هي ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها "خارطة الطريق"، والتي تم إعلانها عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وتضمنت أيضًا إعداد دستور جديد للبلاد (تم في يناير 2014)، وانتخابات رئاسية تمت في يونيو 2014. وأقر الدستور المصري الجديد نظام "الغرفة البرلمانية الواحدة"، وسميت "مجلس النواب"، وألغيت الغرفة الثانية التي كان يشملها الدستور السابق، وهي ما كانت تعرف ب"مجلس الشورى". يشار إلى أن مصر بلا برلمان منذ يونيو 2012 عندما تم حل مجلس الشعب الذي كانت أغلبيته من الإسلاميين بناءً على حكم من المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية طريقة تقسيم مقاعده بين مرشحي القوائم الحزبية والمرشحين الفرديين. وقد أعلن عدد من الأحزاب مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة لتغليب المنافسة الفردية على المنافسة بالقوائم الحزبية، ويقول سياسيون إن المنافسة الفردية تتيح النجاح للأثرياء والمنتمين لعائلات كبيرة. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في أكتوبر المقبل، تواترت أنباء أيضًا عن دعم مؤسسات الدولة لقائمة "في حب مصر", التي يتزعمها ضابط المخابرات السابق سامح سيف اليزل. ورغم تصاعد الأصوات المشككة في نزاهة العملية الانتخابية، بما في ذلك أصوات مؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن هذه الانتخابات لا تزال تجد من يدافع عنها ويرى أنها ستفرز برلمانا قويا ومعبرا عن رغبة المصريين. وقبل أسابيع من بدء التصويت، تمكنت قائمة "في حب مصر" من حسم المعركة الانتخابية في منطقة شرق الدلتا، بالتزكية، وذلك بعد تراجع حزب النور عن التقدم بقائمة، وفشل القوى الأخرى في تشكيل قائمة منافسة، وهو ما اعتبره البعض دليلا واضحا على أن أعضاء البرلمان "معروفون مسبقا".