هاجم عبد الحفيظ طايل، الخبير التربوى و رئيس المركز المصرى للحق فى التعليم، فكرة إنشاء نواد للأمن الفكرى بالمدارس بجميع المراحل التعليمية، مؤكدًا رفضه لإنشائها، وبين أن تلك الاستراتيجية تمت مناقشتها منذ عهد الوزير السابق محمود أبو النصر، مؤكدًا أن منبع هذا الفكر كان الوهابية والنظام السعودي، واصفًا إياها بأنه محاولة أكبر من الدولة لقمع عقل الطلبة وحرمناهم من التفكير والاعتقاد. وأشار "طايل" فى تصريحات ل"المصريون" إلى أن إنشاء تلك الأندية سيحول الطلبة لجواسيس ضد بعضهم، وأضاف: "لدينا سيطرة أمنية على التعليم متمثلة فى وجود أكثر من لواء داخل الوزارة، إضافة إلى ما يسمى قطاع الأمن داخل الوزارة وقطاع يتم التنسيق معه والمديريات التعليمية والمدارس، وتعيين معاون لهم فى جميع المدارس وهو أمر متبع منذ عهد حسين بهاء الدين، وزير التربية والتعليم فى عهد مبارك، بحجة محاربه الإرهاب وإبعاد المدرسين المتطرفين عن المدارس. وقال طائل "إن هذا الفكر يربى الطلبة فى سن مبكرة على صفة التجسس، وتغييب عقولهم فى تلك المرحلة العمرية، كما يبث فيهم الإيمان بنظرية المؤامرة لدرجة قد تجبر أحدهم على أن يبث بداخله أن يكون المدرس عدوًا للوطن وهو أمر فى غاية الخطورة على مستقبل الطلاب والبلاد بشكل عام. وأكد أن هذا الفكر تعود جذوره إلى نظام هتلر، واصفًا إياه بالجريمة فى حق الطلاب فى مصر، مشيرًا إلى أن الداعيين للفكرة والمروجين لها يستخدمون الإرهاب وسيلة للترويج للفكرة ونشرها، لكنه أضاف أن الحرب على الإرهاب محتاجة طالب وطفل وشاب لديه عقل نقدى عبر الفكر والتفكير وليس الحفظ والتلقين وقولبة دماغه، العقل الناقد هو اللى عنده قدرة على معرفة الأمور والتدقيق فيها وليس أخذها كما هي، وهو ما سينتج عن إنشاء تلك النوادى، حيث ستخلق جيلاً لا يؤمن سوى بما أردات الحكومة والدولة أن تعلمه إياه. وأشار إلى أن الوزارة هاتحاول تنتج جيل كامل من الطلبة متربية على نظرية المؤامرة، لكن وجود الإنترنت سيقوم على توعية الطلاب خاصة أنهم لا يؤمنون بهذا التعليم وهذه المناهج ، ويسخرون من وسائل الإعلام وشغلهم على الإنترنت. وشدد على أن المركز سيقوم ببحث الموضوع ودراسته وأدبياته ونتائجه وما يقتضيه الأمر من رقابة عليه وإذا كان هناك ضرورة لتحرير قضية لعدم إتمام الأمر إذا ثبت أنها لا تصلح، وهى بالفعل لا تصلح.