مثل نردده كثيرًا فهلا عرفت كيف؟ إنها قصة طريفة وردت فى تراثنا العربي، فقد تُوفى رجل ثرى فى بلد بعيد عن بلده ووصل خبر وفاته إلى أولاده وحدد ابنه الكبير يومًا لتلقى العزاء، ولكن إخوته طالبوا بالميراث، فقال انتظروا أسبوعًا حتى ننتهى من العزاء، فأبوا وطالبوه بتقسيم التركة على الفور، ورفض الابن الأكبر الفكرة خوفًا من كلام الناس، فذهبوا إلى المحكمة وأقاموا دعوى عليه وطلبه القاضى للحضور، فشعر بورطة كبيرة وذهب إلى أحد عقلاء البلد ليستشيره وكان صاحب رأى حكيم، فسرد عليه القصة، وقال: هل لى من مخرج؟ فقال له الحكيم: اذهب إلى فلان سوف يعطيك الحل.. فقال له إن فلانا مجنون، فكيف يحل مشكلة عجز عن حلها العقلاء؟ فقال: اذهب إليه ولن يفتيك غيره، فذهب إليه وسرد عليه القصة، فقال له المجنون، قل للقاضى هل يوجد شهود بأن أبى قد مات، فقال القاضى إنك على حق، هل لديكم شهود؟ قالوا أبانا تُوفى فى بلدٍ بعيد وجاءنا الخبر ولا يوجد شاهد على ذلك، فقال لهم القاضى أحضروا الشهود، وظلت القضية معلقة لأكثر من سنة، وندم الأبناء ندمًا شديدًا حيث لم يصبروا أسبوعا فتأخروا أكثر من سنة، ومن حينها أطلق الناس المثل الشائع "خذوا الحكمة من أفواه المجانين".