استنكر السفير محمود شكرى، نائب وزير الخارجية الأسبق، استقبال القاهرة للسفير الإسرائيلى الجديد يعقوب أميتاى الذى استلم مهام عمله خلفا للسفير السابق ليفانون الذى غادر القاهرة منذ ثلاثة أشهر،مشيرا إلى أن السفير الجديد متهم بالضلوع فى إفساد العلاقات المصرية بدول حوض النيل، بالإضافة إلى إشرافه على إنشاء سدود على النيل من شأنها أن تقلل من حصص مصر من المياه. وقال كان ينبغى على وزارة الخارجية تأجيل استقبال السفير الإسرائيلى إلى القاهرة حتى تعلن نتائج التحقيقات التى تمت بينها وبين الحكومة الإسرائيلية فيما يخص مقتل الجنود المصريين عبر الحدود على يد القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى نتائج المفاوضات بشأن ملف الغاز الطبيعى وزيادة عدد قوات الأمن على الحدود وملف السجناء المصريين فى تل أبيب وغيرها من الملفات التى تهم الرأى العام فى مصر، والتى لها دور بارز فى أحداث التحرير. وأضاف ينبغى على الخارجية المصرية مراجعة ملف السفير الإسرائيلى الجديد حيث رددت وسائل الإعلام أكثر من مرة أنه المسئول الأول عن ملف العلاقات والمصالح الإسرائيلية بدول شرق إفريقيا وخاصة فى كينيا وأثيوبيا وأنه مهندس مشروع سد دول حوض النيل الذى يهدد حصة مصر من المياه. وأضاف إننى لا أؤيد الأصوات التى تنادى بطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة ولا قطع العلاقات مع إسرائيل ولا إلغاء معاهدة السلام بين البلدين أو إلغاء اتفاقية الغاز، ولكن ينبغى تحديد المهام وكشف الغموض عن الملفات التى تهم الرأى العام قبل عودة السفير الإسرائيلى للقاهرة، خاصة أن طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة أو سحب السفير المصرى من تل أبيب لا يعد خرقا للقانون الدولى ولا نقضا لمعاهدة السلام ولا يعد إعلان حرب على إسرائيل، كما يزعم البعض، وذلك بعكس عملية اقتحام السفارة الإسرائيلية والاستيلاء على أوراقها الدبلوماسية لأن هذه جريمة دولية وتعد خرقا للقانون الدولى وقانون الهيئات الدبلوماسية الدولية. وأضاف نحن نرفض الحرب على إسرائيل أو مجرد التحريض عليها ولكن لابد أن نفهم أن طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة ليس معناه إعلان الحرب على إسرائيل وليس معناه إلغاء معاهدة السلام، ولكن ذلك فيه إحراج لإسرائيل أمام المجتمع الدولى، وفيه ضغط على تل أبيب لتغيير مواقفها تجاه مصر والمنطقة العربية خاصة أن إسرائيل يهمها فى المقام الأول التطبيع مع الدول العربية ويقلقها العزلة والوحدة العربية ولابد وأن نعلم أن إسرائيل حاربت من أجل التطبيع مع الدول العربية. وأكد شكرى أن إسرائيل لا تفكر فى الحرب على مصر لعدة أسباب أولها أن الاقتصاد الإسرائيلى يعانى من أزمة اقتصادية طاحنة ولا يسمح بتحمل فاتورة الحرب الباهظة التى تفوق ثلاثة أضعاف موازنة إسرائيل، هذا فضلا عن أن تل أبيب تعانى حاليا من أزمة داخلية ومظاهرات تعم معظم شوارع إسرائيل. كما أن إسرائيل يهمها فى المقام الأول تأمين الحدود مع مصر وليس الحرب. وأضاف أن إسرائيل لا تفكر فى الحرب ضد مصر بسبب مكانة مصر ووزنها السياسى كأكبر دولة محورية فى الشرق الأوسط خاصة أن إسرائيل دخلت تقريبا فى مواجهة مع إسرائيل وتحتاج وتسعى إلى الحصول على دعم وعطف الدول العربية ضد إيران كما أن شن حرب على مصر سيضع إسرائيل فى خطر وحرج أمام شعبها وأمام المجتمع الدولى ولن يحقق لشعبها الأمن أو الاستقرار، وهو أهم ما تتمناه وتسعى إليه إسرائيل ونحن نعلم أن إسرائيل انسحبت من جنوب لبنان ومن غزة ليس خوفًا من حزب الله أو من حماس، ولكن بسبب قيام حزب الله باستهداف المستوطنات اليهودية على الحدود مع جنوب لبنان واستهداف الجنود فى الحدود الإسرائيلية، مما ترتب عليه هروب ونزوح الآلاف من اليهود من هذه المناطق واندلاع مظاهرات ساخنة فى تل أبيب أطلق عليها ثورة "الأمهات الإسرائيليات" اللاتى قتل أولادهن على الحدود اللبنانية بنيران كتائب حزب الله وأجبروا الحكومة الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان حفاظًا على أمن واستقرار السكان اليهود.