"كرة أرضية تحت الأرض، كيماوي رابعة، جهاد النكاح، جثث أسفل المنصة، صواريخ مضادة للطائرات"، شائعات من تلك التي أطلقها الإعلام المصري لتهيئة الرأي العام لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في العام قبل الماضي 2013، بدعوى تدهور الاقتصاد، وغياب الاستقرار بسبب الاعتصام. مساء الثالث من يوليو 2013، الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع حينها، يعلن الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وبدء تطبيق خارطة الطريق، وعلى الجانب مظاهرات حاشدة واعتصامات منددة بذلك في كل محافظات الجمهورية، كانت رابعة والنهضة بؤرة ارتكازهما. ساعات وما لبثت وسائل الإعلام المؤيدة لبيان السيسي، إعلان الحرب على المعتصمين في ميادين رابعة، وتحريض السلطات الجديدة بفضها، بدعوى الحصول على تفويض شعبي لمواجهة الإرهاب (المحتمل)، وشيطنة للاعتصام لتبرير فضه. عملت وسائل الإعلام على تهيئة الرأي العام لفض الاعتصام، بنشر الإشاعات والأكاذيب، حيث روج الإعلام الرسمي من جانبه عددًا من الأكاذيب والشائعات حول الاعتصام، من أبرزها تسليح الاعتصام ووجود أسلحة كيميائية لمواجهة قوات الأمن، وحصولهم على صواريخ مضادة للطائرات، وفقا لما جاء في الأخبار والأهرام والجمهورية. كما أطلق الإعلاميان حمدي رزق ومحمد الغيطي، شائعة عما أسماه "جهاد النكاح" بين المعتصمين، وزعمهما وجود سوريات داخل الميدان يمارسن ذلك "الجهاد". الإعلامي أحمد موسى لم تفته فرصة التحريض هذه، حيث زعم أن: "معتصمي رابعة العدوية قتلوا ما يزيد على ثمانين شخصًا، وقاموا بدفنهم في الصرف الصحي وفي كرة أرضية تحت الأرض". وتناول الإعلامي وائل الإبراشي من جانبه ما زعمه ب"انتشار حالات جرب بين المعتصمين في رابعة العدوية، وحذر المواطنين من الذهاب إلى هناك خوفًا من العدوى، كما ادعى اختطاف أفراد من الإخوان نساء وأطفال شوارع ومواطنين لإجبارهم على الاعتصام في رابعة حتى يظل الميدان ممتلئا أمام الكاميرات". وصراخ للميس الحديدي وزوجها عمرو أديب، بأن الإخوان لا يدفعون بأولادهم للمشاركة في المظاهرات بدلا من الدفع بالبسطاء، على الرغم من استشهاد ابن المرشد العام وابنة البلتاجي واعتقال ابن مرسي.