عاد المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل، ليخطف الأضواء مرة أخرى بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى للسلطة فى مصر، فبعد خروج عز من السجن على ذمة إحدى القضايا قرر خوض الانتخابات البرلمانية القادمة عن دائرة السادات بمحافظة المنوفية والتى تعتبر مسقط رأس عز. والتى ظل يتربع على عرشها كنائب برلمانى لها لفترة كبيرة، إلا أنه فوجئ بقرار اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية باستبعاده من الترشح لعدم استيفائه بعض الشروط القانونية للترشح لكن عز لم يستسلم فقدم طعنا قضائيا على استبعاده من الانتخابات، وبعد ذلك جاء قرار القضاء بتأجيل الانتخابات البرلمانية لأجل غير مسمى لأسباب قانونية خاصة بقانون الانتخابات البرلمانية وتقسيم الدوائر الانتخابية. وفور موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسى على قانون الدوائر الانتخابية مؤخرًا، عاد الأمل من جديد أحمد عز ليخوض معركة رد الاعتبار أمام نظام السيسى ردًا على استبعاده من الماراثون الانتخابى عن طريق القضاء فتنظر اليوم الأحد الثانى من أغسطس الدائرة الحادية عشرة الخاصة بالانتخابات البرلمانية بالمحكمة الإدارية العليا الطعن المقدم من رجل الأعمال أحمد عز ضد قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاده من الترشح لانتخابات مجلس النواب, ليضع بذلك حدًا فاصلا أمام ظهوره فى الحياة السياسية بعد نجاحه فى الهروب القانونى من جميع التهم التى لاحقته بعد ثورة 25 يناير والتى على رأسها إهدار المال العام. إلا أن عودة "عز" للحياة السياسية مرة أخرى قد تواجه بالعديد من الصعوبات خاصة وأنه كان أحد أبرز رجال الحزب الوطنى الذى يتهمه الشعب بإفساد الحياة السياسية وتبديد أموال المصريين طوال فترة حكم مبارك, بالإضافة إلى مسئوليته عن فساد الانتخابات البرلمانية 2010 والذى أوصل المصريين إلى ذروة الغضب التى مهدت لخروج الشعب فى ثورة 25 يناير, ويحاول السيسى أن يبتعد عن اقتران اسمه بحقبة مبارك التى ثار عليها الشعب عن طريق إبعاد ابرز قياداته حتى لا تهوى بشعبيته التى اكتسبها بعد إزاحة الإخوان عن الحكم. وقد تمثلت عودة أحمد عز تحديًا مهما فى مواجهة السيسى وإثبات أنه جزء من نظام مبارك حيث أكد سياسيون أن رجال مبارك قد عادوا جميعا للحياة السياسية وكلهم مدينون ل"عز" بالوفاء والانتماء وظهوره يمهد لعودة الحزب الوطنى من جديد مما يهدد تراجع شعبية السيسى ونظامه. وفى إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء المحللين فى آثار عودة أحمد عز للمشهد السياسى فى حالة السماح له بخوض الانتخابات البرلمانية القادمة. "يونس" عز يسعى لإعادة مجده ولم شمل الحزب الوطنى من جديد فى البداية يقول أحمد يونس عضو تيار الإصلاح بحزب الوفد، إن من يملك المال والقدرة على حشد المواطنين يستطيع تصدر المشهد السياسى الحالى فى مصر , وأحمد عز يمتلك المال والنفوذ والقاعدة الشعبية فى دائرته والتى تؤهله للعودة للحياة السياسية مرة أخرى فعودته للحياة السياسية ستكون رغم أنف الجميع خاصة فى حال كان حكم المحكمة فى صالحة.
وأشار عضو حزب الوفد، إلى أنه حتى الآن لا يوجد فى مصر من يستطيع أن يخوض الانتخابات البرلمانية على أساس شرعية 25 يناير أو 30 يونيو، فرغم وجود رفض كبير من المجتمع السياسى المصرى لعودة أحمد عز والذى كان له دور كبير فى فساد نظام مبارك الذى ثار عليه الشعب إلا أنه للأسف يملك العودة والنجاح فى الانتخابات البرلمانية المقبلة فى ظل غياب كامل على أرض الواقع من جميع الساسة والأحزاب وعجز النظام عن التصدى له فى حالة حصوله على حكم قضائى يتيح له الترشح, فعدم وجود أحكام قضائية تدينه أو تمنعه من مباشرة عمله السياسة تمثل سلاحا بيده لمواجهة أى عراقيل تمنع ظهوره ، فهناك حالة إحباط لدى المؤيدين لثورة يناير التى تحطمت أمالها حاليا . وشدد القيادى الوفدي، على أن عز لن يعود قائدًا كما كان قبل 25 يناير ولكن ربما يمهد لعودة النظام السابق بشكل أكبر، خاصة أن أعضاء الحزب الوطنى ظهروا بقوة بعد 30 يونيو وتغلغلوا فى جميع الأحزاب منتظرين تصدر المشهد السياسى والذى قد يكون من خلال عودة الحزب الوطنى بشكل كامل, فالكثيرون من أعضاء الحزب الوطنى مازالوا يدينون لأحمد عز بالولاء ويتمنون مساندته وعودته من جديد. "موسي" عودة أحمد عز مرهونة بمدى وعى الشعب المصرى على سياق آخر يقول محمد موسي، أمين تنظيم حزب العدل، إن عودة أحمد عز للحياة السياسية هو أمر مرهون بيد الشعب, خاصة أنه يريد العودة رغم الثورات التى حدثت فى مصر وكان هو أحد أسباب قيامها بفساده إبان حكم مبارك بعد تزوير انتخابات 2010 عندما كان أمين التنظيم فى الحزب الوطنى . وأوضح الأمين العام لحزب الغد، أن القانون قد يعيده للساحة مرة أخرى إلا أن عودته سياسيًا ربما يكون الأمر صعب خاصة وأن ثقة الشعب المصرى لن تذهب إلى وجوه أفسدت الحياة السياسيه على مدار أعوام عديدة فى ظل حكم مبارك.
فنظام السيسى لن يستطيع التصدى ل"عز" ولكن يمكن مواجهته عبر وعى المجتمع الذى شاهد ثورتين وغير الدستور مرتين، فالعراقيل التى تضعها الحكومة أمام الأحزاب فى قانون الانتخابات تصعب من تواجد القوى السياسية الجديدة فى البرلمان القادم مما سيؤدى إلى دعم تواجد أعضاء الوطنى مرة أخرى فى المجلس القادم، فالنظام الحالى لن يساند "عز" كما كان فى عهد مبارك إلا إذا استطاع أن يحشد حوله الجماهير والساسة التى ستمكنه من مواجهة السيسى ونظامه. "العزباوى" ظهور أحمد عز مرة آخرى سيؤدى إلى تراجع شعبية السيسى وفى سياق متصل يرى الدكتور يسرى العزباوى المحلل السياسى والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية, أن الدعوة القضائية التى يطعن من خلالها أحمد عز على رفض ترشحه فى الانتخابات البرلمانية والتى كان من المقرر إجراؤها فى مارس الماضي, تعد منتفية نظرا لعدم وجود انتخابات فى الوقت الحالى . فطبقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس النواب لا يوجد مانع لترشح أحمد عز, إلا إذا كان هناك حكم محكمة يمنعه وهذا غير موجود. وأوضح العزباوي، أنه يجب أن تتاح الانتخابات البرلمانية للجميع دون إقصاء حتى لو كانوا أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين غير متهمين بارتكاب أعمال إرهابية، وذلك لتحقيق العدالة التى نادى بها الجميع بعد ثورة يناير ومنع إقصاء شركاء الوطن طالما لم تثبت إدانته. وقال الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن السماح لأحمد عز بالترشيح للانتخابات البرلمانية سيكون له تأثير سلبى كبير على الرئيس السيسى ونظامه, لأنه سيقال إن السيسى هو من أعاد نظام مبارك للحياة السياسية مرة أخري, ولم يتغير شيء بعد إطاحة السيسى بجماعة الإخوان وربما يؤثر بشكل سلبى على المواطنين مما يؤدى إلى تراجع شعبية الرئيس السيسي. وأشار العزباوي، إلى أن "عز" هو أحد رجال الأعمال الكبار فى مصر والذى لعب دورا سلبيا كبيرا فى الحياة السياسية خلال ال 10 سنوات الأخيرة فى عهد مبارك وتكراره هذا الأمر سيكون صعبا خلال السنوات المقبلة فى عمر مصر, ونجاحه سوف يخلق تخوفات من قبل السلطة التى لا يمكنها منعه, فربما لا يسمح النظام لعز سوى بممارسة أعمالة كعضو عادى فى البرلمان والحد من سعيه إلى تقلد مناصب سياسية.
"حمدان" عودة عز ضربة قاضية لثورة 25 يناير
من جانبه أوضح مجدى حمدان المحلل السياسى وعضو جبهة الإنقاذ السابق, أن السياسة فى مصر غير واضحة المعالم وأن سيطرة رجال الحزب الوطنى على مقاليد الأمور تصنع حالة من الغليان وخاصة بين قطاعات الشباب الذى قام بثورة لإسقاط هذا النظام فالحكم لصالح أحمد عز فى طعنه المقدم على استبعاده من الانتخابات لعودته لممارسة الحياة السياسية تعنى أنه لامعنى لقيام ثورة 25 يناير، فكيف تكون هناك ثورة ضد نظام برموزه التى أفسدت وخربت البلاد ثم يعود أكثرهم فسادا مرة أخرى للعمل لعام؟". وأكد حمدان، أن مجرد وجود أى من رموز نظام مبارك البارزين فى الحياة السياسية مرة أخرى هو بداية لثورة جديدة لا يعلم عواقبها إلا الله.