هذا آوان الأسئلة الصعبة؛والإجابات الأكثر صعوبة؛فلم نعد نملك ترف تأخير طرح الأسئلة؛ولا بمقدورنا أن نتهرب من الإجابات وفق الطريقة القديمة البالية؛المتمثلة فى نفى المشكلة هربًا من البحث عن حلول! بعد ما يقارب الشهر من الآن؛سنكون أمام مجلس منتخب للشعب – إن قدر للانتخابات السير وفق الجدول المحدد – تواجهه عواصف وزوابع ومطبات صعبة؛لكن قبل ذلك ومعه وربما فوقه؛تواجهه ألغام زرعها البعض بحسن نية؛أو بسوء نية وخبث شديد؛وستكون قابلة للانفجار المدوى بأسرع مما يتوقع الكثيرون؛وليس أدل على ذلك من بدء البعض فى التلويح بعدم دستورية نظام الانتخابات من الأساس؛بدعاوى متعددة ومتباينة؛منها مثلا أنه – أى النظام – يمنح الأحزاب(تبدو أقرب للطوائف) والمنتمين لها فرصتين فى الترشح بالقائمة الحزبية مرة؛وعلى المقاعد الفردية تحت شعار الحزب(الطائفة) مرة ثانية؛فى حين يتيح النظام نفسه فرصة واحدة للمرشحين المستقلين؛بما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص أمام المواطنين! إذا نجا المجلس القادم من هذا اللغم؛فإن ثمة ألغام أخرى فى الطريق؛تتعلق بمخالفات متباينة ارتكبتها الأحزاب والكتل(الطوائف) السياسية خلال الحملات الانتخابية وعمليات الاقتراع والفرز وإعلان النتائج؛وهى وإن بدت فردية؛إلا أن كثرتها ربما تفضى إلى بطلان عضوية الكثيرين أحزابا وأفرادا؛وليس بعيدا عن ذلك مايحدث حاليا من التحقيق فى ادعاءات بتلقى حزب بعينه تمويلا خارجيًا بالمخالفة للقانون! سأكون متفائلا وأقول:إن حججا دستورية مغايرة ودفوعا قانونية فى الاتجاه المعاكس؛ستفند هذه الادعاءات؛لينجو مجلس الشعب من احتمال البطلان؛فماذا عن لغم استحقاق تشكيل الحكومة؛الذى اخترت له منذ أيام مصطلح(فتنة شاهين)؟ لأننى والحمد لله متفائل؛أو هكذا أبدو أمامى؛والله أعلم؛سأفترض أنه لاعتبارات المواءمة السياسية؛سيكون من حق حزب أو تحالف الأغلبية تشكيل الحكومة؛أو على أقل تقدير الاستئناس بترشيحاتها؛حين يكلف المجلس العسكرى – وفقا للتعديلات الدستورية الأخيرة – شخصًا يتولى تشكيل الطاقم الوزارى؛فكيف سيتم التوافق للخروج بحكومة ائتلافية تحظى برضا وتأييد كل أومعظم الأحزاب والكتل(الطوائف) السياسية؟! هل أفاجئ القارئ؛إن قلت له:كل هذه اللوغاريتمات والأسئلة والألغام ليست هى ما أعنيه(بالأسئلة الصعبة) و(الإجابات الأكثر صعوبة)؟ تقديرى أن ذلك صحيح؛فاللوغاريتمات لها حلول؛والأسئلة يمكن أن نجد لها إجابات؛بل حتى الألغام نستطيع إبطال مفعولها ونزعها قبل أن تنفجر فى وجوه الجميع؛ولعله من حسن الحظ أن كل ذلك يمكن أن يحدث بامتلاك الشجاعة الكافية لكى يطرح رؤساء الأحزاب والكتل(ملوك الطوائف)؛على أنفسهم وتابعيهم السؤال عاريا:أين مصلحة الوطن لا الحزب ولا الكتلة فى كل ما نفعل؟ ثم تتبعه أسئلة أخرى حتمية:هل نعرف بالفعل لا بالشعارات؛أين مصلحة الوطن؟وربما أخيرًا:هل نحن على استعداد أن نضحى بالمصلحة الفردية للأشخاص والأحزاب والكيانات والكتل(الطوائف السياسية)لمصلحة الوطن؟ يا ملوك الطوائف تذكروا أن المتربصين كثر داخل وخارج الحدود. يا ملوك الطوائف تسلحوا بالشجاعة واسألوا أنفسكم وأجيبوا؛قبل أن تبكوا على ملك مصر؛الذى تتصارعون عليه قبل أن يكون لكم!