هل نحن على أعتاب فتنة جديدة بعد فتن (الدستور أولا)؛ثم (فتنة السلمي)؛وصولا إلى فتنة (مذبحة محمد محمود)؟! نخطئ كثيرا إن رفعنا راية التشاؤم من حدوث ذلك؛لكننا نخطئ أكثر ونضحك على أنفسنا؛إن تجاهلنا بوادر شيئ مريب يلوح في الأفق!وما تصريح اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكري؛عن عدم أحقية مجلس الشعب المنتخب في تشكيل الحكومة ببعيد ولا هو بسر من أسرار السياسة؛فالجنرال قالها صريحة لاغموض فيها ولا تحتمل أكثر من معنى؛والمتابعون – بحسن نية – والتابعون – بتعمد واضح – بدأوا الطنطنة المعتادة والبحث عن تخريجات وتبريرات ملتوية لايحتملها موقف كهذا؛أما المصابون بسلس النفاق الليلي اللاإرادي – وربما الإرادي أيضا – من حملة المباخر والأفاقين كتبة كل عهد ومنافقي أي حكم؛فقد بدأوا التمهيد للأمر بما يتوهمون أنه قد ينطلي على أحد! لست في حاجة إلى مزيد إيضاح في مسألة جوهرية تتعلق بمن هو مؤهل لحكم بلد بحجم وتاريخ وجغرافية مصر؛ولا أظن أن هناك عاقلا يمكن له أن يتصور ولو للحظة أن ممارسة العمل السياسي لمدة ستة أشهر؛يمكن أن تصنع حكاما لهذا الوطن؛لكننا ارتضينا – الأغلب أنه ارتضي لنا – أن يدير الوطن مجلس عسكري؛قد لانشكك في نواياه الطيبة؛لفترة انتقالية؛اختصرتها دماء الشهداء والجرحى من الثوار لتنتهي بعد ستة أشهر تقريبا؛وبناء على ذلك؛فإنه ليس من الحكمة ولا العدل؛ولا هو من المنطق السليم أن نحكم وفقا لمايراه (الانتقالي المؤقت) طوال سنوات(الوطن الدائم)بإذن الله تعالى. أخشى ما أخشاه؛أن نفيق من نشوة الفرح بإنجاز شعبي هائل يتمثل في إقبال كبير على مرحلة أولى اتسمت بالنزاهة المذهلة من انتخابات مجلس الشعب؛على وقع أجراس فتنة جديدة؛وفقا لسيناريو متكرر؛يبدأ ببالونة الاختبار التي أطلقها بصرامة اللواء ممدوح شاهين؛ثم سلسلة طويلة من الجدل يتولاها التابعون والذين في قلوبهم غرض؛فيقع كثير من المتابعين الجادين في الفخ؛ليدخل الجميع في حالة استقطاب؛تعقبها مباشرة بوادر الانقسام وشق الصفوف؛وطوال مراحل (السيناريوالمتكرر)؛فإن الأمر لن يخلو من حيل وألاعيب الاستمالة التي يجيد صناعتها مستشارو السوء؛وينفذها من بيدهم سلطة المنح والمنع؛لتأتي النهاية غير السعيدة؛وربما الكارثية في هذه المرة؛فتنة كبرى مدوية تستنزف ماتبقى من الجهد والطاقة وقدرة الثورة على الاحتمال! ما العمل إذن؟ لنعد جميعا إلى أجمل ما بعثته فينا ثورة25يناير؛الوحدة والائتلاف والاجتماع على الأهداف الكبرى التي ليست محل خلاف ولا اختلاف؛تعالوا نتحاور ونتخلى – كما فعلنا طوال الثورة وفترة قصيرة للأسف تلتها – عن النظر للمصالح الشخصية للأحزاب والجماعات والأطياف السياسية؛دعونا نخرج من أسوار المصلحة الخاصة إلى آفاق الوطن الكبير؛فهي أكثر اتساعا ورحابة مما يتخيل الجميع؛فسماء الوطن تسع الجميع وأرض الأنانية تضيق على من فيها بما رحبت. اعتذار واجب وشكر مستحق تفضل القارئ الكريم د محمد الروبي بلفت انتباهي لخطأ فاحش وقع مني؛فيما نشرته هنا بعنوان(القرضاوي..والمفتي..والانتهازية السياسية)؛في كتابة الآية الكريمة (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) ؛لذا وجب الاعتذار واستحق الشكر.