أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليوم الخميس، قيام تايلاند بترحيل إجباري ل "100" من الأويغور المسلمين إلى الصين حيث يعاني الكثير منهم تمييزاً عرقياً ودينياً يرتكب بحقهم من قبل السلطات الصينية. وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، اليوم، وحصلت الأناضول على نسخة منه، "ندين ترحيل تايلاند القسري ل 100 من سلالة الأويغور إلى الصين، حيث يمكن أن يتعرضوا إلى معاملة قاسية وغياب الأجراءات القانونية". واعتبر البيان موقف السلطات في بانكوك "متعارضاً مع الالتزامات الدولية لتايلاند المتعلقة بسياستها في توفير ملاذ آمن للأشخاص المعرضين للخطر التي تتبعها منذ أمد طويل". البيان الذي أصدره مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أعرب عن "قلق بالغ إزاء حماية جميع طالبي اللجوء والمهاجرين المستضعفين في تايلاند"، وأكد "نحث الحكومة التايلاندية بقوة وحكومات البلدان الأخرى حيث يلوذ الأويغور باللجوء، بعدم تنفيذ ترحيل قسري بحقهم". ودعى البيان السلطات الصينية إلى "دعم المعايير الدولية وضمان الشفافية والإجراءات القانونية اللازمة والمعاملة اللائقة لهؤلاء الأفراد". وشدد على أن الولاياتالمتحدة ستواصل "الضغط على جميع الأطراف المعنية على أهمية أحترام حقوق الأنسان وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي". وفي وقت سابق اليوم، أعلن نائب المتحدث باسم الحكومة التايلاندية الكولونيل "ويراتشون سوكوندهاباتيباك" أن بلاده أعادت الى الصين "90 شخصا" من السلالة الأويغورية، كانوا قدموا إلى تايلاند، في وقت سابق. وقال "سوكوندهاباتيباك"، في اتصال تليفوني مع مراسل الأناضول، إن عملية الإعادة تمت وفقا للوائح والأنظمة. ومن جانبها أدانت وزارة الخارجية التركية إقدام الحكومة التايلاندية على اتخاذ هذه الخطوة، وأعربت الوزارة في بيان صادر عنها اليوم، عن أسفها الشديد لسماعها النبأ. وفي سياق متصل انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان، القرار التايلاندي. وقال ممثل المنظمة في تايلاند "سوناي فاسوك" في تصريح لمراسل الأناضول، إن "إعادة الأويغور إلى الصين التي يمكن أن يتعرضوا فيها لانتهاكات جدية لحقوق الإنسان، يعتبر انتهاكا للقانون الدولي." وتظاهرت مجموعة من الأشخاص، ليلة أمس، أمام القنصلية التايلاندية في إسطنبول، وقذفوها بالحجارة، لدى توارد أنباء عن اعتزام السلطات التايلاندية إعادة هؤلاء الأشخاص للصين. وأوقفت السلطات التركية 9 من المتظاهرين. واليوم تظاهر مجموعة من أتراك الأويغور، أمام السفارة التايلاندية في العاصمة التركية أنقرة، احتجاجاً على الأمر ذاته. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الصينية تمارس ضغوطا على أتراك الأويغور في إقليم "تركستان الشرقية"، ذي الغالبية التركية المسلمة، والذي يعرف أيضا باسم "شينجيانغ - الحدود الجديدة"، وتسيطر عليها الصين منذ العام 1949. وفي إطار تلك الممارسات حظرت الصين الصيام على الموظفين والطلاب والمدرسين بالإقليم، طوال شهر رمضان الحالي. وكانت تركيا أبلغت في وقت سابق، السفير الصيني لديها، بقلقها العميق، إزاء الأنباء المتعلقة بقرار بلاده حظر الصيام، وأداء العبادات على أتراك الأويغور، وهو ما ردت عليه بكين ب"انزعاجها" من رد فعل أنقرة. وتضم الصين 10 أقليات مسلمة من أصل 56 أقلية في البلاد، حيث يعيش ال"هوي"(مسلمون صينيون)، والأويغور، والقرغيز، والكازاخ، والطاجيك، والتتار، والأوزبك، والسالار، والباوان، والدونغشيانغ"، بكثافة في شمالي، وشمال غربي البلاد عموما. ويطالب سكان الإقليم - الذي يشهد أعمال عنف دامية منذ عام(2009)- بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر الأخيرة، الإقليم منطقة تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة إليها.