انتهت عملية التصويت فى معظم لجان المرحلة الأولى والتى تمت فى 9 محافظات هى (القاهرة، الإسكندرية، بورسعيد، الفيوم، دمياط، البحر الأحمر، أسيوط، الأقصر، كفر الشيخ) وقد جرت الانتخابات فى تلك المرحلة على مدار يومين ( 28 ، 29 / 11/2011). وأوضح بيان للاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية أنه رغم حالة الخوف التى كانت منتشرة بين المواطنين قبل الانتخابات من احتمال نشوب أعمال عنف من قبل البلطجية فى ظل حالة الانفلات الأمنى عقب الثورة فقد اتسمت هذه المرحلة بإقبال كبير من قبل الناخبين للتصويت فى أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير. وأضاف البيان أنه من اللافت للنظر إنجاح الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة فى الخروج بهذه المرحلة دون وقوع أعمال عنف تذكر باستثناء بعض حالات الاحتكاك البسيط بين أنصار المرشحين فى بعض الدوائر، وهو ما نتوقع أن ينعكس تأثيره على إقبال الناخبين فى المرحلتين الثانية والثالثة. وانتقد البيان اداء اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات مشيرا الى وجود قصور فى الجوانب التنظيمية والإدارية فى ادائها، ورغم المحاولات الملحوظة والجهد المبذول من قبل اللجنة فى تدارك أخطاء اليوم الأول من عملية التصويت خلال عملية التصويت فى اليوم الثانى إلا أن تأخر فتح اللجان قد أدى الى تزاحم كبير ووجود ارتباك فى بعض اللجان بسبب تأخر وصول اوراق العملية الانتخابية كان أبرز اسباب ذلك التأخير. وناشد الاتحاد اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات فى اصدار تعليمات إلى السادة رؤساء وأعضاء اللجان الانتخابية بمراعاة الاجراءات التى نص عليها القانون اثناء عملية التصويت؛ حيث ورد لغرفة عمليات الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية العديد من الشكاوى من المواطنين والمراقبين للاستفسار عن صحة عملية التصويت فى حالة التوقيع فى كشف واحد فقط؛ حيث قام العديد من الناخبين فى محافظات المرحلة الاولى وأفادوا بأنهم قاموا بالتوقيع فى كشف واحد فقط؛ وذلك يؤدى إلى وجود اوراق فى الصناديق اكثر من اعداد الموقعين فى الكشوف مما قد يؤثر على نتيجة العملية الانتخابية ويهدد ببطلان اجراءات التصويت فى العديد من اللجان؛ لذلك أمل الاتحاد فى أن تصدر اللجنة العليا تعلميات للجان العامة لتوجيه رؤساء وأعضاء اللجان الفرعية لمراعاة الاجراءات القانونية . كما انتقد استمرار الدعاية الانتخابية على مدار اليوميين؛ فلم يكتفى المرشحون - مستقلين وأحزاب - بفترة الدعاية السابقة على الانتخابات بل استمروا فى الدعاية حتى اللحظة الأخيرة من عملية التصويت فى تحد سافر لقرار اللجنة العليا بوقف الدعاية من جانب والتأثير على ارادة الناخبين من جانب آخر. والغريب فى تللك الظاهرة هو عدم قيام اللجنة باتخاذ اى اجراء تجاه هذه المخالفة رغم قيام العديد من المرشحين والمنظمات التى قامت بعملية المراقبة بتقديم بلاغات للجنة دون اتخاذ الأخيرة اى رد فعل إيجابى. وبخصوص تلك الظاهرة رصدت غرفة عمليات الاتحاد محاولات بعض الأحزاب فى اللحظات الأخيرة التأثير على اختيار الناخبين إما بالوعد بالجنة او الوعد ب"الآى فون" ( iphone ) على النحو الذى سيرد تفصيلا ذكره فى التقرير النهائى للاتحاد. واكد البيان قيام مراقبى الاتحاد فى عدد من اللجان باكتشاف بعض المواطنين بوجود أشخاص آخرين قاموا بالانتخاب بدلا عنهم؛ معتبرا انها تعد "ردة للخلف" فى ظاهرة توقع الجميع اختفاءها عقب ثورة 25 يناير، كما اشتكى بعض المواطنين من توقيعهم على كشف واحد فقط رغم أن القانون يلزم الناخب بالتوقيع على كشفين (كشف خاص بصندوق الفردى وكشف خاص بصندوق القائمة) وهو ما يهدد ببطلان إجراءات العملية الانتخابية فى تلك اللجان. وفي الوقت نفسه رصدت غرفة عمليات الاتحاد عبر مراقبيها وجود بوادر لإضراب الموظفين أعضاء اللجان بسبب ضعف المقابل النقدى المخصص لهم، وقد أصدر السيد رئيس اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات تصريحات بأن اللجنة غير مسئولة عن المقابل النقدى لهولاء الموظفين وأن ذلك مسئولية المحافظين، وقد ناشدت الغرفة اللجنة حل هذه المشكلة فور رصدنا لها فى بعض لجان مصر الجديدة فقط فى منتصف النهار، لكن اللجنة ألقت بالمسئولية عن نفسها فأدى ذلك الى تفاقم الأمر فى بعض لجان شبرا وأسيوط. وتلقت غرفة العمليات فى اللحظات الاخيرة بلاغات من بعض المواطنين فى دوائر حدائق القبة وشبرا والزيتون والزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة من انهاء رؤساء اللجنة لعملية التصويت رغم وجود ناخبين لم يدلوا بأصواتهم، وهو ما أدى الى تجمهر المواطنين أمام تلك اللجان ورفضوا الانصراف قبل الادلاء باصواتهم. كما تلقت غرفة العمليات بالاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية 334 شكوى على مدار يومى التصويت فى المرحلة الأولى من المراقبين والناخبين والمرشحين ووكلائهم، وقد قامت الغرفة بإرسال 186 بلاغا الى اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بعد تدقيقهم وبعضهم موثق بالأدلة والمستندات، وعلى الرغم من ذلك لم تتلق الغرفة اى رد من اللجنة على هذه البلاغات. وتوصى غرفة العمليات بالاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات تدارك الأخطاء التى حدثت خلال المراحل القادمة لمحاولة الوصول الى أعلى درجات الجدية والنزاهة خلال الانتخابات. وتشيد الغرفة بدور قوات الأمن والقوات المسلحة فى تأمين البيئة الخارجية لمراكز الاقتراع؛ وهو الأمر الذى انعكس على عدم وجود اى حالات وفاة او اصابات بين الناخبين، ونأمل خلال المراحل المتبقية فى نفس درجة الأمن. وما زالت الغرفة تتابع عملية فرز الأصوات فى مقار اللجان العامة، هذا وسوف يقوم الاتحاد بإصدار تقرير نهائى عقب نهاية جميع مراحل العملية الانتخابية، وسيكون التقرير تفصيليا مدعما بكافة الوثائق التى رصدها مراقبو الاتحاد والأدلة التى جمعتها غرفة العمليات عبر الشكاوى التى تلقتها.