قررت أن أبدأ

تتسرطن بعض الخلايا داخل الجسد وتبدأ في مهاجمة الخلايا السليمة.
يبدأ الجسم في مقاومة هذه الخلايا الخبيثة.
يضعف الجسد ويتألم لأن خلاياه مشغولة بالصراع فيما بينها عن القيام بواجباتها تجاهه.
بالمثل نحن الأفراد نمثل خلايا جسد الأوطان لو تصارعنا مذهبيا وطائفيا فسوف تضعف مجتمعاتنا وتتمزق وقد تنهار وتعم الفوضى والإضطرابات.

قد تظن أنك لست جزءا من هذا الصراع ولكنك قد تغذي هذا الصراع دون ان تشعر عندما تمتلأ بالكراهية تجاه المذاهب الأخرى، فالصراعات تولد أولا في النفوس وتنتقل إلى الأجيال الجديدة ولو بمجرد تعليق مسئ الى الأخر، وفي اللحظة المناسبة تتحول الكراهية الى قنبلة على الأرض وفي النهاية سندمر أنفسنا بما نحمل داخل نفوسنا من كراهية.

تزدهر شعوب العالم المتقدم لأنها تدمج داخلها كل الأطياف المذهبية وتجعل كل الخلايا البشرية تعمل لأجل صالحها بتعاونها معا ولا تسمح لأي صراع مذهبي ان ينشأ.

أنا لا أَعْظ أحدا هنا ولكني أقول انني قررت أن أبدأ بنفسي وألا أحمل بداخلي أي كراهية لأي مذهب ديني مختلف عني أو أحتقر او أقدس اي جنس بشري مختلف عني وأن أعلم أولادي ألا يحملوا بداخلهم اي حقد او كراهية لأي إنسان لان الحقد والكراهية كالسم يسمم عقولنا وأجسادنا فنسمم بالتالي مجتمعاتنا.

هذه هي الطريقة الوحيدة لمقاومة سرطان الطائفية والمذهبية التي دمرت الكثير من دول منطقتنا وقد تجتاح البقية ان لم نبدأ بأنفسنا الأن وفورا.

ان الفقراء واللاجئين في اوطاننا العربية هم ألام وأوجاع جسد الأمة المشغولة خلاياها بالصراعات الطائفية والمذهبية عن البناء والتنمية الحقيقية والتخطيط لمستقبل الأجيال القادمة.

الأبحاث التي تقوم بها أفضل جامعات العالم في مجالي الإقتصاد والإجتماع أثبتت أن المجتمعات التي تتوفر الثقة بين أفرادها تزدهر إقتصاديا لأن عامل الثقة يضيف بعدا إيجابيا لمناخ الإستثمار والعمل والإنتاج. طبعا لست بحاجة لأخبركم ماذا يفعل التخوين والشك في النوايا والحقد والطائفية لأنكم ترون النتيجة كل يوم في نشرات أخبار المساء.

مهندس/ رشاد محمد عبد الحي سيد
مدير مشروعات دولي معتمد من Project Management Institute.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.