على بركة الله تنطلق المصريون اليوم .. صحيفة ورقية جديدة برؤية وتوجهات وأهداف أساسها احترام القارئ وخدمة المجتمع والمساهمة في صياغة مستقبل جديد للأمة قائم على تعزيز أسس المواطنة وتوسيع قاعدة الحريات والانتقال إلى مرحلة الممارسة الديمقراطية السلمية. فنحن نمر حالياً باصعب مراحل هذا الوطن وهي مرحلة ما بعد الثورة التي اختلطت فيها الأوراق وتغيرت فيها المفاهيم وراح البعض في سباق محموم يحاول تحويل الثورة إلى مكاسب ومصالح على حساب رغبات وتطلعات وأماني جموع الشعب وعلى حساب روح الثورة التي ترجمت كل معاني الإيثار والعطاء والتضحية. وهي مرحلة يتساءل فيها الجميع عن مستقبل هذا البلد وإلى أين ينتهي بنا المطاف للخروج من دوامة الانفلات الأمني والأخلاقي التي تكاد تعصف بكل إنجازات ومعاني الثورة وقد تدفع البعض أيضاً إلى الكفر بالثورة والانقلاب عليها. وهنا تأتي المصريون لتحاول وتسعى أن تكون صوتاً للإعلام الحر الذي يبني ولا يدمر ، يقود ولا ينقاد، يوجه ولا يهدد، يقدم المعلومة دون دس السم في العسل ويفسر الأمور كما هي دون تأويلات وأجندات ومصالح وارتباطات. فالإعلام الحر المستقر هو وحده القادر على صيانة وحماية المجتمع، لأنه لا يزيف الحقائق ولا يفبرك الأخبار ويلونها، ولا يخفي الحقيقة مهما كانت مرارتها وقسوتها ولا يروج للوعود والأوهام ولا يُلبس الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق. والإعلام الحر المستقل هو الذي يساهم في صناعة رأي عام مستنير قادر على أن يصنع قراره بنفسه وأن يعزل وينبذ المتاجرين بهمومه وآلامه وقضاياه. والإعلام الحر هو الذي يكون صوتأ للشعب معبرًا عن طموحاته وتطلعاته مترجماً وعارضاً لمشاكله وقضاياه ومتبنياً ومحترماً لآرائه وأفكاره. والشعب الذي كفر بإعلام النفاق والكذب يريد إعلاماً جديداً لا يزايد على أحد ولا يداهن أحد ويكون صوتاً للمهمشينوللأغلبية الصامتة التي تبحث عن معالم الطريق، وبرلماناً لجميع التيارات والاتجاهات نصهرداخله كافة التوجهات والافكار من أجل المصلحة العامة ومن أجل وطن عظيم اسمه مصر يستحق اعلاماً يليق بهذا الاسم ويعبر عنه. وإنه لشرف أن تتاح لي فرصة الكتابة يومياً في هذه الصحيفة التي لن تكون يوماً إلا صوتاً للحق والعدل وصوتاً للشعب، فالكلمة أمانة والكلمة مسئولية وما أصعب حمل هذه الامانة وتحمل هذه المسئولية .. والله المستعان.