قدم الرئيس العراقي فؤاد معصوم شكره لإيران في مساعدتها للعراق في حربها ضد داعش، وقال إن "داعش هو عدو الشعب العربي وعدو شعوب المنطقة كلها". جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسن روحاني، صباح اليوم الأربعاء، في العاصمة طهران. وقال معصوم "نشكر إيران على مساعدتنا في محاربة داعش، فتنظيم داعش هو عدو الشعب العربي وشعوب المنطقة كلها، بدأ بمقاتلة الأقليات ثم لم يترك أي مكون من مكونات الشعب العراقي إلا وحاربه". وأضاف أن "إيران لها تجارب واسعة في مختلف المجالات منها المجال الزراعي والصناعي وكذلك في فتح الطرق وفي مجالات الخدمات الصحية ، ونحن من جانبنا سنعمل بكل جهد كي نستفيد في العراق من كل التجارب المتقدمة في إيران". ومضى قائلا : "من الضروري أن نعمل من أجل أن يكون هناك تعاون واسع بين دول المنطقة لإيقاف التصحر". وأضاف "نود أن يكون موضوع ازالة المخالفات الموجودة في شاطئ العرب نتيجة الحروب السابقة مدار بحث بين البلدين". وأوضح معصوم أن المباحثات بين الجانب العراقيوالإيراني تناولت مد أنابيب النفط والغاز عبر الأراضي الإيرانية وكذلك مد خط سكك حديدية بين الجانبين، بالإضافة إلى بحث كيفية مكافحة التصحر في المناطق الجنوبية من العراق والتي تحد الجانب الايراني. كما دعا الرئيس العراقي إلى ضرورة محاربة الإرهاب في سوريا كما يتم محاربتها بالعراق. وقال إن "العراق يؤيد المفاوضات الدائرة بين الجمهورية الاسلامية و5+ 1"، معتبرا أن نجاح هذه المفاوضات سيكون لصالح دول المنطقة. وفي الثاني من نيسان/أبريل الماضي، وقعت إيران في مدينة لوزان السويسرية؛ اتفاق إطار مع دول مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وألمانيا)، على أن يتفق الطرفان على التفاصيل التقنية والقانونية للاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني، بحلول نهاية حزيران/يونيو المقبل، وهو الاتفاق الذي تعارضه إسرائيل. من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "الشعب العراقي هو الذي يقرر مستقبله ولن نسمح لأي بلد بإثارة الخلافات في العراق وتقسيمه". وأضاف : "لا ندخر أي جهد لاستقرار العراق واستباب أمنه، لأن استقرار العراق واستباب أمنه يحظى بأهمية بالغة لنا" مبديا استعداد إيران تلبية اي مساعدة يطلبها العراق في مجال توفير الأمن والاستقرار. وتابع قائلا "بحثنا القضايا الاقليمية وكذلك الأزمة السورية وأيضا الوضع في اليمن مع الرئيس العراقي". ودعا الرئيس الايراني كل دول المنطقة والعالم للمساهمة في وقف حقيقي لإطلاق النار في اليمن، موضحا أنه تحدث مع الرئيس العراقي عن ضرورة محاربة الارهاب بشكل جماعي وليس طرد الارهابيين في العراق لأنهم سيتجمعون في سوريا"، على حد قوله. وأشار روحاني إلى أن "الذين اعتبروا انهم يستطيعون استخدام الارهاب كأداة لتحقيق أهدافهم في المنطقة أخطأوا"، وقال "ينبغي أن تحظى قضية البيئة وظاهرة الغبار بأهمية من قبل كل دول المنطقة". وكان روحاني قد استقبل رسمياً، صباح اليوم الاربعاء، معصوم بمجموعة قصور سعد آباد في طهران. ووصل الرئيس العراقي إلى إيران أمس في زيارة تستغرق 3 أيام، يرافقه خلالها وفد وزاري.
وفي تصريحات سابقة له يوم الأحد الماضي، قال خالد شواني المتحدث باسم الرئاسة العراقية إن الرئيس العراقي سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته لطهران، 5 ملفات تتضمن "العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والعلاقات السياسية وسبل توطيدها بين بغدادوطهران، إلى جانب مناقشة إمكانية مساعدة إيران في معالجة الملف البيئي والتصحر الذي تعاني منه بعض المحافظاتالجنوبية في العراق، والسياحة الدينية، والملف الأمني ومكافحة الارهاب والحرب على داعش". وأعلنت الحكومة العراقية وكذلك قيادة إقليم شمال العراق في وقت سابق أن إيران تدعم بلادهم بشكل كبير في حربه ضد "داعش" منذ أول أيام سيطرة التنظيم على مدينة الموصل (شمال) في 10 يونيو/ حزيران الماضي وتمدده لبعض المناطق. ويمتلك العراق منافذ حدودية برية وبحرية عديدة مع ايران في محافظات ديالى (شرق)، وواسط (وسط) وميسان والبصرة (جنوب)، كما أن مئات الآلاف من الإيرانيين يعبرون الحدود العراقية بشكل يومي لزيارة العتبات الشيعية المقدسة في محافظات وسط وجنوبالعراق.