"البرادعي": عندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن لا يتبقى شيء... "تمرد" تطالب السيسى بإقالة الوزير أثارت تصريحات المستشار محفوظ صابر، وزير العدل، حول رفضه تعيين ابن عامل النظافة فى مجال القضاء، باعتباره عملًا له "شموخ وهيبة"، غضبًا بالوسط السياسي المصرى واعتبر البعض التصريحات بمثابة إقصاء لقطاع من المجتمع المصرى، بعدما قال صابر، فى تصريحات إعلامية مساء أمس الأحد: إن ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيًا أو يعمل بمجال القضاء، لأن القاضي لا بد أن يكون قد نشأ فى وسط بيئي واجتماعي مناسب لهذا العمل. من جانبه، انتقد الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق للشؤون الخارجية، تصريح وزير العدل. وقال "البرادعي" فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص على أنه لكل شخص بالتساوي مع الآخرين حق تقلد الوظائف العامة فى بلده"، مضيفًا: "عندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن لا يتبقى شيء". فيما استنكر حزب الحركة الشعبية العربية "تمرد" تحت التأسيس تلك التصريحات بما يتعلق بمن يحق له الالتحاق بوظيفة القاضي أو من تناسبه تلك الوظيفة من وجهة نظره، حيث إن المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات، ولا تمييز إلا بمبدأ تكافؤ الفرص، فهذه قاعدة دستورية ومن يخالفها يجب أن يحاكم بنص الدستور، لأن التمييز مجرم دستوريًا، فلا يجب توريث القضاء لأن القضاء وظيفة مجتمعية تحقق العدل فى الدولة تنفيذاً للقانون والدستور. وطالب محمد راعي، أمين تنظيم حزب الحركة الشعبية العربية تمرد تحت التأسيس فى تصريح خاص ل"المصريون" الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعديل أى قانون أو لائحة خاصة بهذا الأمر أو غيره مما يترتب عليه، أى تمييز بين المواطنين بما يتوافق مع الدستور سواء كان ذلك يتعلق بوظيفة القاضي أو ما يرتبط بها مثل الالتحاق بالنيابة العامة أو مجلس الدولة أو أياً من الهيئات القضائية أو أى وظيفة بالدولة مهما كانت شأنها. بالإضافة لإقالة وزير العدل، وتقديمه لمحاكمة عاجلة بتهمة تكدير السلم والأمن العام وزرع الفتن إلى جانب التمييز بين المواطنين. فيما قال محمد زارع، الناشط الحقوقي ورئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن تصريح وزير العدل بعدم أحقية أبناء عمال النظافة فى تولي مناصب قضائية مخالف للدستور والتصريح بعيد عن كل لغة محترمة فيها احترام للمهن البسيطة قائلا "عامل النظافة بيتعب علشان أنت يا معالي الوزير تعيش فى بيئة نظيفة ولازم تعرف إنك رجل عدل وقانون وتصريحاتك فيها تحقير للعديد من المهن والفقراء". وأضاف زارع فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن ثورة 1952 من أجل إلغاء الطبقية ولكن نفس الأمراض الاجتماعية مازالت موجودة ويتم تداولها على لسان العديد من المسئولين الذين لا يحترمون وظائفهم، مشيرًا إلى أن الحل ليس فى إقالة وزير أو غيره الحل فى تغيير سياسات الدولة التى أصبحت قائمة على الطبقية لأن وزير العدل عبر عن السياسة الموجودة حاليا مستشهدًا واقعة الطالب عبد الحميد شتا الذى انتحر بعد رفض وزارة الخارجية تعيينه لأنه ابن مواطن فقير.