نظّمت كتائب "سرايا السلام"، الجناح العسكري للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، اليوم السبت، عرضاً عسكرياً في مدينة كربلاء المقدسة لدى الطائفة الشيعية جنوب العاصمة العراقيةبغداد، شارك فيه 3 آلاف من عناصرها. وحسب مراسل وكالة "الأناضول" الذي حضر الاستعراض، فقد سار المقاتلون وسط مدينة كربلاء في صفوف منظمة راجلة فيما استقل بعضهم سيارات مكشوفة وهم يحملون أسلحة رشاشة و"آر بي جي" ومنصات صغيرة لإطلاق قذائف الهاون وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وكان المقاتلون يرتدون زياً عسكرياً فيما ظهر بعضهم وهو مغطى الوجه، وحمل بعضهم الآخر صوراً لمقتدى الصدر والعلم العراقي، فيما ارتدى أفراد مجموعتين منهم زياً أبيض اللون يشبه الكفن في إشارة إلى استعدادهم لمقاتلة تنظيم "داعش" حتى الرمق الاخير.
كما ظهر بين المقاتلين أطفالا دون سن ال15 عاما وهم يحملون أسلحة رشاشة ويرتدون زيا عسكريا أيضاً.
وجرى الاستعراض تحت أنظار سكان المدينة ومسؤولين محليين في كربلاء بينهم نصيف جاسم رئيس مجلس المحافظة وطارق الخيكاني وحسين شدهان عضوا المجلس المحلي فيها.
ويأتي الاستعراض بعد يوم واحد من استعراضين مماثلين نظمتهما "سرايا السلام" في كل من بغداد والبصرة جنوبيالعراق استجابة لطلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من مقاتليه بتنظيم عروض عسكرية في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الاكثرية الشيعية.
وتأتي العروض العسكرية وطلب الصدر بعد أسبوع على تهديد الأخير الأسبوع الماضي ب"ضرب" المصالح الأمريكية داخل العراق وخارجها، في "حال إصدار الكونغرس الأمريكي قراراً يتعامل مع الكرد والسنة في العراق كدولتين"، بإمداد المكونين بالأسلحة بشكل مباشر، معتبراً ذلك إن حصل "بداية لتقسيم العراق".
و"سرايا السلام" إحدى أقوى فصائل الحشد الشعبي الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات الحكومية تنظيم "داعش"، وتعد امتداداً ل"جيش المهدي" الذي تأسس في سبتمبر/ أيلول عام 2003 من مقاتلين شيعة لقتال القوات الأمريكية في العراق، وتشير التقديرات إلى أن عدد أفراده وصل إلى نحو 60 ألفاً، وتم تجميد نشاطه بعد معارك خاضها مع القوات الحكومية، وانتهت بإعلان الصدر عام 2009 انخراطه في العملية السياسية بشكل رسمي، برلمانياً وحكومياً، قبل أن يعلن الصدر عن تشكيل "سرايا السلام" بهدف حماية المقدسات من تنظيم "داعش".
والأربعاء الماضي، تمكنت لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي من تمرير مسودة مشروع خاص بتسليح قوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق)، وقوات سنيّة بشكل مباشر، الأمر الذي لاقى ردود أفعالاً متباينة لدى المكونات العراقية (شيعة وسنة وأكراد) ورفضاً من قبل حكومة بغداد.
المسودة، التي تم إقرارها من قبل اللجنة، استطاعت الحصول على 60 صوتاً موافقاً في مقابل صوتين رافضين سوف يتم وضعها في المرحلة القادمة على جدول أعمال مجلس النواب ليصوت عليها، في وقت لم يحدد بعد.