الدعوة إلى مصالحة ليبية في ختام مهرجان فني بالقاهرة

احتشدت جماهير مهرجان المسرح العربي، بين جنبات مسرح ميامي، الواقع وسط القاهرة، لحضور العرض المسرحي الليبي "عفوا أبي"، الذي اختُتمت به فعاليات دورة المهرجان الثالثة عشر، مساء يوم الخميس.
العرض المسرحي الذي أخرجه عزالدين مهدي (ليبي) وتناول التداعيات السياسية التي يحياها الشعب الليبي منذ اندلاع ثورته في السابع عشر من فبراير/شباط 2011، وحتى الآن، تبنى خيار "المصالحة" بين فئات الشعب الليبي المختلفة، باعتباره الحل الوحيد لعودة الأمان المفقود في البلاد.
وجاءت تسمية العرض (عفوا أبي) كمعنى اعتذار رمزي مقدم من الأبناء الليبيين لآبائهم المُصرّين على استمرار الحرب والعداء فيما بينهم دون أن يفكروا في مآلات ذلك عليهم كأبناء.
ويخلص العرض إلى ضرورة أن يتحرر الجيل الجديد، من القيود السياسية التي يفرضها الآباء؛ لبناء ليبيا جديدة، قائمة على المصالحة بين جميع أطيافها، حسب العرض الذي يقدم لأول مرة خارج الأراضي الليبية .
وقبل إعلان نتائج الدورة، منح المهرجان درع تكريم خاص لفرقة مسرح الغد الليبية، التي قدمت عرض "عفوا أبي" بحضور السفير الليبي في القاهرة، محمد فايز جبريل.
المهرجان الذي انطلقت دورته الثالثة عشر في 19 من أبريل/نيسان، واختتمت فعالياتها مساء الخميس، حصدت مصر أبرز جوائزه.
حيث فازت مسرحية "الدخان" لمخرجها المصري محمود طنطاوي على جائزة أفضل عرض، وحصل على جائزة التمثيل الأولى (رجال)، محمد أكرم، عن مسرحية " مأساة الحلاج " المصرية، ونالت جائزة التمثيل الأولى (نساء)، لقاء الصيرفى، عن مسرحية "حلم يوسف" المصرية أيضا.
وفاز بجائزة الإخراج الأولى عن مسرحية "مأساة الحلاج" المصري محمد زكي، وذهبت جائزة أفضل موسيقى، لأحمد سعد، ورمضان سمير عن مسرحية "مأساة الحلاج"، كما فاز بجائزة الديكور، المصري أحمد سيد عن مسرحية "حلم يوسف".
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للمسرحية المصرية "التشريفة" التي أخرجها محمود عطية، فيما فاز بجائزة التأليف، الكاتب المصري، مصطفى سعيد عن عرض عن عرض "آخر رايات الأندلس".
وشهد حفل الختام تكريم الكاتب والمخرج السعودي راشد الورثان بمنحه درع المهرجان.
وأوصت لجنة التحكيم بإقامة ورشات عمل في الدورات القادمة من عمر المهرجان، لتحسين مستوى اللغة العربية التي كانت محل انتقاد في غالبية العروض المسرحية التي تنافست على جوائز المهرجان .
وعقدت الدورة الثالثة عشر تحت شعار "التضامن العربي ضرورة حتمية"، بمشاركة أكثر من 100 مسرحي عربي من 22 دولة، أبرزها العراق والسعودية والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر.
وتنظم المهرجان سنويا، منذ هام 2001، الجمعية المصرية لهواة المسرح، والتي تأسست 1982 ويتولى رئاستها الناقد عصام عبد الله.