عقد في مدينة إسطنبول اليوم الاثنين، منتدى رجال الأعمال التركي السعودي، بهدف تقوية وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، كما عقد على هامش المنتدى، الملتقى التجاري التركي السعودي الثاني للتمور. وركزت الكلمات في المنتدى على تعزيز السياحة بين البلدين، والبحث عن فرص استثمارية أخرى في مجال العقارات والصناعة، وعقد شراكات مختلفة في عدد من القطاعات. وقال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة اسطنبول "ابراهيم جاغلار" - في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها مراسل الأناضول - : إن "المجتمعين يمثلون شعبين صديقين يمتلكان فرصا للاستثمار في هذا اللقاء، الذي يعتبر هاما في هذا الصدد، مشددا على أن الشرق الأوسط يتشكل حاليا في كافة الأصعدة وفق التوازنات فيها". وأضاف أن "المنطقة صعبة ولكنها حافلة بالفرص، ومع صعوبتها هذه فإن ثمرتها لذيذة، مثل ثمرة التمر التي تعتبر معجزة إلهية بحلاوتها في تربة جافة وحارة، حيث علم من نظرائه أن هناك 400 نوع تمر في المملكة، مشددا على أن الشعوب في المنطقة ستكون مثل التمر وستجتاز الصعوبات". وأوضح أن "الاستقرار لا يكون إلا من خلال التعاون بين السعوية وتركيا، وسيكون لهما دور كبير في المستقبل، مشددا بأنه بقدر ما يزداد التعاون التجاري، فإن السياسيين والإداريين يجتمعون في مكان واحد، وهذا سينعكس على العالم، فتركيا والسعودية لهما اقتصاديان قويان عندما يجتمعان، آملا في فتح أبواب جديدة للتعاون بين الطرفين". وأعرب عن "أسفه لانخفاض التبادل التجاري لنحو 5.5 مليار دولار، فيما يتقاسمان حجما تجاريا مع بقية دول العالم يتجاوز ترليون دولار، وهذا ما يوجب تطوير هذا التعاون، من خلال السياحة التي تتوافد بكثرة، ولم تنعكس اقتصاديا بشكل مؤثر، مبينا أن غرفة تجارة اسطنبول لها فعاليات كبيرة في مختلف الميادين الثقافية والاجتماعية، ولديها جامعة، وتعمل على إنشاء أكبر حديقة تقنية في أوروبية، وتشارك في 20 معرضا خارج البلاد، ويمكن العمل مع الجانب السعودي على تنظيم المهرجان السادس للتسوق، الذي سينعقد في رمضان المقبل". من ناحيته رحب الملحق التجاري السعودي في تركيا، أنور بن حصوصه، "بمجتمع الأعمال بين البلدين متمنيا لهم التوفيق والنجاح، مبينا أن الملتقى الثاني للتمور يعقد في تركيا، وارتأوا أن تأتي متزامنة مع ملتقى الأعمال السعودي التركي". وأشار إلى أن "الملحقية ومن خلال مقترح سابق، طلبت تنظيم زيارة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، من قبل وفد رجال أعمال تركي، وأن إدارة المدينة وافقت على ذلك، في حين بين أن الملحقية تعمل لتعزيز العلاقات وجذب الاستثمارات، داعيا للاتصال والاستفسار عن أي خدمة يمكن أن يقوموا بها". أما رئيس المركز الوطني للنخيل والتمور، الدكتور عبد الرحمن الجنوبي، فأوضح في كلمته أن "التمر بالنسبة للمملكة رمز وشعار لها، وتنتج المملكة ما يزيد عن مليون ومائة ألف طن، متوزعة على المناطق المتعددة، وتشمل الإحساء والرياض والقصيم والمدينة والشمال، وكل منطقة تتميز عن الأخرى بصنفها، ويبلغ عدد النخيل ما يزيد عن 25 مليون نخلة". وبين أنه "يوجد حاليا في المملكة 180 مصنعا لتعبئة التمور، وأسست بالتعاون مع الشركات التركية وغيرها، ويوجد 8 شركات تركية تساهم في تعبئة وتغليف التمور السعودية، وتم تطوير إنتاج الحلقوم بتركيا ليصبح بطعم التمر، مشددا على أن الهدف هو الارتقاء بصناعة التمور لتصبح متطورة، وتدخل في صناعات أخرى من مثل العصائر والمعجنات، وتكون في خدمة البلدين". كما قال رئيس اتحاد غرف التجارة السعودية الدكتور عبد الرحمن الزامل، أن وفد الأعمال السعودي الحالي، هو من أكبر الوفود التي تصل إلى تركيا هذا العام، مبينا أن العلاقات بين البلدين تعدت مرحلة نشاط السياحة، حيث إن التركيز كان على السياحة، فالسائح هو من يطور الاستثمار". وشدد على أن التعاون حاليا "في مرحلة طيبة، ومن آثارها النجاح في المجال العقاري، والتحدي الكبير هو في قطاع المقاولات، حيث إن تركيا متفوقة نسبة ما، ولكن يمكن للمقاولين السعوديين التطوير عبر الشراكات في السوق، الذي يتميز بحجم أعمال يصل لنحو بليون دولار ما بين القطاع الخاص والحكومي، والمقاولات هي القطاع الذي يجب أن يركز عليه، والسعودية على أتم الاستعداد للمشاركة". ونبه إلى "ضرورة ابتعاد الشركات التركية عن الوسطاء، حيث هم من يتسببون بالمصائب"، على حد تعبيره، وتحدى - من خلال خبرته التي تصل لثلاثين عاما - أن تكون شركة ما قد حققت أرباحا من خلال الوسطاء، كما شدد على أهمية التعاون في القطاع الصناعي، وأن الأخير مع القطاع العقاري يشكلان أهمية للتعاون المشترك فيهما. وعقب انتهاء الكلمات جرى التوقيع على اتفاق تعاون بين غرف تجارة اسطنبول، والغرف السعودية، وتبادل الهدايا، وقدم في المنتدى استعراضا للتمور، وانتقل بعدها الوفدان للقاءات الثنائية فيما يخص التمور.