قرر ديوان الوقف الشيعي في العراق، الأحد، فتح المساجد التابعة له في بغداد لإيواء موجة النزوح التي شهدتها محافظة الأنبار (غرب) بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة بالمحافظة. وقال علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي، في بيان وصل ل"الأناضول"، "نحن في ديوان الوقف الشيعي ومساهمة متواضعة منا في تخفيف معاناة النازحين من أهلنا الأنبارين وجهنا كافة المساجد والحسينيات المرتبطة بالديوان باستقبال النازحين والقيام بكافة الخدمات الضرورية لاستقرارهم". واضاف الموسوي أن "الحكومة بكافة وزاراتها وأجهزتها والمؤسسات الخيرية والدينية بكافة أشكالها وأطيافها مدعومة إلى وقفة وطنية مشرفة تستوعب تلك الجموع بالمأوى والغذاء وكافة مستلزمات العيش الكريم ريثما تنجلي هذه الغمة ويعود أهلنا إلى بيوتهم آمنين أعزاء مطمئنين". من جهته، طالب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، الأحد، بالتوقف فورا عن موضوع طلب الكفيل للنازحين الذين يتوجهون إلى بغداد، معتبرا أن أي إعاقة للنازحين يعد خرقا دستوريا ينبغي متابعته ومحاسبة المقصرين في ذلك. وقال مكتب النجيفي، في بيان صدر عنه، اليوم، وصلت الأناضول نسخة منه، يتعين "التوقف فورا عن موضوع طلب الكفيل لأهلنا الذين يتوجهون إلى بغداد، فهم مواطنون عراقيون، وأية إعاقة لهم تعد خرقا دستوريا ينبغي متابعته ومحاسبة المقصرين في ذلك". وتشترط قيادة عمليات بغداد (تابعة لوزارة الدفاع) دخول النازحين إلى بغداد توفر الكفيل من سكان العاصمة خشية أن يكون من بين النازحين عناصر تابعة لتنظيم "داعش". وفتح ديوان الوقف السني، أمس السبت، عشرة مساجد بالعاصمة العراقيةبغداد لإيواء النازحين العراقيين من الأنبار وتخصيص 100 سيارة لنقل النازحين إلى أماكن الإيواء بالجوامع التي تم تهيئتها لاستيعابهم. بدوره، قال رياض العضاض رئيس مجلس محافظة بغداد، الأحد، إن غرفة عمليات مشتركة بين المحافظة ومجلس المحافظة وهيئة خدمات أطراف بغداد شكلت وبدأت العمل لإيواء نازحي الانبار في بغداد. وقال العضاض ل"الأناضول"، "نحن نعمل بكل طاقاتنا وامكانياتنا المتوفرة لإيواء النازحين وضمان نقلهم الى العاصمة بغداد، لكن حجم عملية النزوح التي شهدتها الانبار باتجاه بغداد كبيرة جدا وخارج إمكانياتنا". وأضاف العضاض أن "القطاع الخاص ياهم مساهمة كبيرة خلال الأيام الماضية في نقل النازحين الى بغداد وكذلك تقديم المساعدات العاجلة لهم". وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، الأحد، شروعها بانشاء مخيمات للطوارئ وبالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية في بغداد لإيواء الأسر النازحة من محافظة الأنبار. وشكّل وزير النقل العراقي باقر الزبيدي، الأسبوع الماضي، لجنة من الوزارة تتولى إجلاء النازحين من محافظة الأنبار إلى بغداد، بعد اتساع المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "داعش" بمدينة الرمادي، مركز المحافظة. وسيطر مسلحو تنظيم "داعش" على منطقتي البو فراج والبو عيثة شمالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من الخطوط الدفاعية المتقدمة، ويحاول "داعش" بسط سيطرته على الرمادي التي تعّد هدفا لهم. كانت القوات العراقية، بدأت في ال8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية. وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي وجد فيها "داعش" موطئ قدم قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014. ورغم خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.