فى مناظرة كان يعتبرها البعض أنها ستكون من العيار الثقيل للرد على ما يقول المفكر والباحث إسلام البحيرى وذلك بحضور الداعية الإسلامى الحبيب على الجفرى والشيخ أسامة الأزهرى أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر مع الإعلامى خيرى رمضان عبر شاشة " CBC" فى برنامجه" ممكن" ليخرج البحيرى من تلك المناظرة مهزومًا بعد ردود الداعيتين التى أفحمته على الادعاءات التى يقولها بشأن التراث والمذاهب الإسلامية الثلاثة. "البحيرى": كتاب ابن مالك له مقدمة "انه لم يدع قولًا أو فعلًا من كلام النبوة" - وعن الردود التى أحرجته كانت بعد ادعاء البحيرى أن الأمام مالك ذكر فى مقدمته بكتاب "الموطأ" إنه لم يدع قولًا أو فعلًا من كلام النبوة إلا وكتبه, فرد عليه الإزهرى قائلاً: "إن الإمام مالك ليس له مقدمة فى "الموطأ" أصلًا، وهو ما أحرج بحيرى فحاول تصحيح خطأه وقال إنه ينقل عن المحدث محمد الطاهر بن عاشور فرد الإزهرى عليه بأن بن عاشور مات فى عام 1973". فيما رد الداعية حبيب على الجفرى على ادعائه بأنه "ما تقوله عبث يحول المسألة إلى نحو داعش، وكلامك يتناقض مع قول الله تعالى فى كتابه العزيز "بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم"، بجانب عدد من الآيات واضحة فى هذا الأمر، كما أن هناك علوم القرآن والتفسير والسنة". الجفرى: التراث ليس قمامة "والبحيرى يتراجع ليس كله" - وعن ثانى رد أحرج "البحيري" قال الجفرى إن "إسلام نفى قوله التراث قمامة وسمعناه فى الفيديو يقولها"، ورد "بحيرى": "ليس كله"، واستطرد الجفرى: "حاول تبطل التعميم". وأضاف الجفرى "أن الشباب ممن يشاهدوك صدقوا ما تقوله، بأن كل ما له علاقة بالتراث والموروث قمامة"، موضحاً أن هذا المنهج اسمه هدم وليس بناء، وهو الفكر الداعشى بعينه. وأضاف الجفري، كلامك يرجع إلى مرحلة ثقافية معاصرة، وهى ما بعد الحداثة التى يعشيها العالم حيث اختزلوا مفهوم العلم بالأمر الذى يضبط بالمادة لكنهم يضحكون على أنفسهم، كما أنهم ينتقدون مثلاً "البعرة تدل على البعير"، فى حين أنهم يتعاملون من خلالها بعد أن وثقوا فى أصحاب الاختصاص وقلدوهم فيما نقلوا وصدقوهم فيما ادعوه أنه تجربة. كما أن المنهج الداعشى والإخوانى والسلفى المتشدد منهم، لم يخرج من رحم الموروث الشرعى للعلم، لكنه خرج من رحم الحداثة لأنهم أقاموا منهجهم على الرؤية الحداثية القائلة إنه لا يوجد احترام لتخصص، ومن حق أى أحد أن يقول ما شاء كما شاء حتى لو كانت تلك الأمور متعلقة بالموروث الدينى. ادعاء: البخارى أخطأ فى أحاديث زواج الرسول من عائشة - ليعود البحيرى قائلاً "الفقهاء أخطأوا خطأ فاحشًا فيما يتعلق بالحيض، حيث إن بلوغ البنت للحيض لا يعنى قدرتها على الزواج، والدين هدفه تغيير الباطل، "هاتوا تفسير واحد يقول إن آية "لم يحضن" معناها أنه لغير الطفلة الصغيرة. وأضاف البحيري، أن "البخارى أخطأ فى عدة أحاديث أثبتها السلف ولم يهتم بالسند، وحديث زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة ليس فيه صنعة شرعية أو تشريعية والأصل فيه أنه حديث عروة بن الزبير الذى اتهم بالتدليس، وهذا الحديث معلول سندًا ومتنًا، وقال بن فراش "كان مالك لا يرضاه". ورداً على ذلك أسامة الأزهرى قائلاً: أنت ارتكبت إشكالية كبيرة لأن بن فراش يقول "كان مالك لا يرضاه وكان هشام صدوقًا تدخل أخباره فى الصحيح، نقم عليه مالك حديث أهل العراق، أما إسلام بحيرى أخذ كلمة "كان مالك لا يرضاه" وترك عبارة صدوق تدخل أخباره فى الصحيح، وأكمل ما بعد ذلك" مضيفًا لماذا تقص الكلام يا أستاذ إسلام تركت عبارة مهمة من كلام الرجل قراءة مجتزأة". وأضاف الأزهري، ان "النبى صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة على 9 سنوات، فهو فى قائمة الضمان الإلهى كما أوحى الله إلى أم موسى أن تتصرف فى صبى، وأن تلقيه فى اليم وهو رضيع، ولكن ما قاله الفقهاء كان مراعاة لعرف مستقر فى العالم لا يرفضه الناس ولا يتسبب فى ضرر نفسى للصغيرة". أحاديث الشافعى تضعف البخارى - ليذهب البحيرى فى نفس الاتجاه المشكك فى ضعف السنن والأحاديث قائلاً "إن الإمام الشافعى ضعَّف أحاديث عند "البخارى". فى إجابة مقتضبة أحرجه الجفرى قائلاً "إزاى وهو قبل البخارى، والكلام ده غير صحيح؟!".
الجفرى "عليك أن تدرس علوم اللغة العربية أولاً" - وعن تعقيبه فى طرح الأئمة الأربعة لبعض الأحكام قال البحيرى "أنا رأيى أن ما طرحه الأئمة الأربعة فى بعض الحدود يستحقون به وصف خوارج ومفسدون فى الأرض، ونحن نناقش الكلام وليس المتكلم. وما حدث فى التاريخ الإسلامى الفكرى، إنه فى الثلاثة قرون الأولى نحسدهم على الحرية التى كانوا فيها، فالمجتهد المطلق كان له أن ينشئ منهجاً كفكر أبى حنيفة أو مالك والشافعى وأحمد بن حنبل، فكان عندهم الحرية الكاملة التى نفتقدها الآن. ورد الجفرى محرجًا البحيرى "الخلاف مع إسلام بحيرى يكمن فى ضرورة تمكنه من علوم اللغة العربية أولاً، أما الكلام الذى دار الجدل حوله، يتضمن خلطاً كبيراً، فمن البداية ارتكب إسلام بحيرى خطأً باعتباره أن الأئمة الأربعة ليسوا كذلك، البداية غير صحيحة وما بنى عليها غير صحيح فى تطاوله على الأئمة، واعتبارهم "سفلة وما إلى آخره".