أكد عدد من المبدعين أن فوز الشاعر السويدي توماس ترانسترومر بجائزة نوبل هذا العام مفاجأة غير متوقعة ، مؤكدين أن الجائزة تواصل ظلمها للأدب العربي في إشارة إلى عدم حصول الشاعر السوري أدونيس على الجائزة بالرغم من اسمه موجود على لائحتها منذ سنوات طويلة. ورأى هؤلاء أن ترانسترومو غير معروف في الأوساط الثقافية العربية، بسبب قلة الترجمات المتاحة لشعره. وأوضح الشاعر عماد أبو صالح أن ترانسترومر شاعر غير معروف للثقافة العربية ، واتفق معه في ذلك الشاعر والمترجم رفعت سلام الذي أشار إلى أن الفائز مجهول بالنسبة له ، بل أن جريدة الجارديان ذكرت في تقرير قبل إعلان الجائزة أن نسبة فوز ترانسترومر 1إلي 4 مقارنة بفرص أدونيس، لذا تمثل النتيجة مفاجأة كاملة إعتدنا عليها من جائزة نوبل. وقال سلام لم أقرأ حيثيات منح الجائزة حتي الآن، لكنها تواصل ظلمها للثقافة العربية، فكان لدينا اثنان من المثقفين العرب علي قوائم الجائزة منذ سنوات ماضية، هم آسيا جبار وأدونيس، وأمين معلوف ورغم أن الأوساط الأوروبية رشحت أدونيس بقوة هذه المرة إلا أنه لم يفز، و وفي العام قبل الماضي كانت آسيا جبار مرشحة بقوة، لكن الجائزة ذهبت لكاتبة ألمانية محدودة الشهرة خارج اللغة الألمانية، ونالتها لأسباب أقرب للسياسية تلك هي عادة نوبل. ومن جانبه قال الشاعر محمود قرني "كنت اتمني بكل تأكيد أن يحصل الشعر العربي علي نوبل للآداب، لكن كما قال المتنبي "وحسب الأماني أن يكن أمانيا"، ولم تكن جائزة نوبل يوما بريئة كما انها لا تخلو من مرجعية أيدولوجيا تضاف لمرجعيتها السياسية.والأيدولوجيا هنا ترتبط بالشعر العربي الذي يعد امتدادا لثقافة كانت امبراطورية في لحظة من اللحظات ومرجعية معرفية جامعة، لكن أصبح تراثنا المعرفي مهددا، ونوبل عندما تذهب للشعر ربما تكون أخذت قرارا بإحياء لغة تنازع الموت لذلك استبعدت الشعر العربي، في لحظته الراهنة. وأضاف قرني أن هذا بخلاف اشكاليات تخص أدونيس نفسه فتجربته الشعرية رغم أهميتها، لا تمتلك من الشيوع ما يجعلها مؤثرة في لغة أمة بأثرها، وهو من ناحية أخري محط اختلاف كبير داخل الذائقة العربية، أما علي المستوي الفكري فلدي أدونيس بضاعة غربية خالصة لأنه أعاد إنتاجها عربيا، ولا يمكن لنوبل ان تتنازل عن شموخها من أجل مستهلك لمنتجها المعرفي. وخلافا لمن لا يعرفون شعر ترانسترومو فإن الشاعر عبد المنعم رمضان قرأ لترانسترومر ديوانا واحدا ترجمه قاسم حمادي، مشيرا إلى أن أدونيس نفسه ترجم له وقدم اعماله المترجمة الى العربية عن دار بدايات ، ومن المفارقة ان توماس وادونيس يعيشان نفس الظروف فهم من مواليد نفس السنة وظلا علي قوائم الجائزة منذ اعوام،. ويستبعد رمضان أن تكون اللجنة قد اهتمت بما يحدث في سوريا ، لكن ما يمكن تصديقه فعلا أن الجائزة مسيسة، واذا أعطت لادونيس ستصبح مسيسة بشكل مباشر بحيث تبدو كأنها استجابة للربيع العربي، لكن رمضان أوضح أن نوبل جائزة لا قواعدلها، ووقال صاحب " النشيد " أعددت مقالا عن أدونيس لكن جاءت النتيجة مفاجأة لي ". وفي سياق متصل أكد رمضان أن نتيجة هذا العام تطرح سؤالا: هل كان فوز نجيب محفوظ بنوبل مصادفة لن تتكرر؟ مشيرا إلى أن الجائزة عندما منحت لعربي في مجال العلوم او السياسة لم تكن عربية خالصة فأحمد زويل جاء فوزه تقديرا لمنجزه في معمل امريكي لكن هناك من هم ابرع منه في مصر لكنهم يفتقدون الامكانيات التي تساعدهم علي عملهم، وعندما منحت للسادات كانت أقرب لمكافأة له عن اتفاقية كامب ديفيد، لذا فأن جائزة الأداب إذا منحت لإبداع عربي فسوف تمنح للشعر لأنه نتاج عربي خالص، في حين أن الرواية فن غربي تمكنا من اتقانه . ومن ناحيته رحب الكاتب السوداني الشاب مازن مصطفي بفوز ترانسترومر بالجائزة معتبرا أن حصوله عليها هو بمثابة إعادة اعتبار للرجل وتكريم محترم له وإن كان متأخراً، وقال إنه شاعر مجدد علي مستوي الشكل والمواضيع وأنه ظل يكتب كتابة صادقة. وأضاف إنه عمل في صمت وفضل الابتعاد عن الموجة السائدة التي كانت تروح للأدب الملتزم والمزايدة في القضايا السياسية ورغم ما سببه له هذا من نقد إلا ان ظل يعمل بعيداً عن هذا الإتجاة. واعتبر مصطفي أن حصول ترانسترومر علي الجائزة هو إعادة رد اعتبار لخط متميز في الكتابة، خاصة وأنه لم يلق الاهتمام الذي يستحقه حتي علي مستوي الترجمة فلم تترجم أعماله كما ترجمت أعمال أخري أقل شأنا.