أعرب الاتحاد الأوروبي عن التزامه بتحقيق السلام الدائم والاستقرار والأمن في سورياوالعراق والمنطقة على نطاق أوسع، وكذلك لمواجهة تهديدات داعش. جاء ذلك في البيان الختامي، المتمخض عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، والذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن "مكافحة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى يجب أن تتم بالتوازي مع البحث عن حلول سياسية دائمة، كما أن تهديدات داعش عن طريق الأعمال الوحشية ضد شعوب سورياوالعراق وشركائنا في الشرق الأوسط، يشكل تهديداً للأمن الدولي الأوسع نطاقاً، وإلى أوروبا مباشرة"، بحسب البيان. وأضاف الاتحاد في بيانه "إن انتقالا سياسيا شاملا في سوريا، وأن حكما سياسيا شاملا في العراق، هما مرحلتان حاسمتان للسلام والاستقرار المستدام في المنطقة"، فيما عبّرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغريني"، ضمن البيان نفسه، عن استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم دور المبعوث الخاص للأمم المتحدة. من جانب آخر، أكد الاتحاد أن نظام بشار الأسد، لن يشارك في الحرب على تنظيم داعش، كونه قدّم إسهاماً كبيراً له (التنظيم)، مبيناً في البيان أن نظام الأسد، يخوض حرباً ظالمة ضد شعبه، ويقوم بانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع، ويحول - بطريقة ممنهجة - دون الإصلاحات الديمقراطية، ويساهم بشكل كبير في تنامي داعش في سوريا. وأشار البيان "أن العنف الذي لا يطاق، الذي يمارسه كل من تنظيم داعش وجبهة النصرة، والجماعات الإرهابية الأخرى، والعصابات المسلحة الموجودة في سوريا، أضاف مزيداً من المعاناة، وكنتيجة لتلك السياسات والممارسات، فإن نظام الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في الحرب على داعش"، بحسب البيان. وأدان وزراء خارجية الاتحاد بشدة، هجمات النظام المتصاعدة، وخصوصاً التي تستهدف مدينة حلب، متعهدين بمواصلة تطبيق سياسة العقوبات الإضافية، التي تطال النظام والداعمين له، طالما استمرت الهجمات. جدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، كشف في مقابلة مسجلة، أجرتها معه قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، وأذاعتها أمس الأحد، عن سياسة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية، أشار فيها إلى أن واشنطن ستضطر في النهاية إلى التفاوض مع نظام الأسد، وذلك بعكس الموقف الذي تتبناه الإدارة الأمريكية وكثيرا ما كررته، وهو أن الأسد فقد شرعيته، ويجب عليه الرحيل. وفي تعليقها على تصريحات كيري، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "ماري هارف"، إن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تتغير إزاء سوريا، معتبرةً أن بلادها لن تجري مفاوضات مباشرة مع الرئيس بشار الأسد. وقالت هارف، "إن الوزير كيري، كرّر سياستنا المطروحة منذ مدة طويلة، والتي تقضي بحاجتنا إلى الدخول مع النظام، في عملية تفاوضية على الطاولة، وهو لم يقل أننا سنجري مفاوضات مباشرة مع الأسد"، بحسب قولها.