أكد وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أن مسالة رفع اسم دولة كوبا من قائمة الدول الداعمة للإرهاب؛ ليست مطروحة للنقاش والمساومة، خلال المباحثات الجارية حاليا بين البلدين من أجل تطبيع العلاقات الثنائية بينهما. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير الأمريكي، عقب لقاء ثنائي جمعه، أمس الجمعة، برئيسة ليبيريا "إيلين جونسون سيراليف" في مقر الخارجية بواشنطن، حيث تزورها الأخيرة حاليا لإجراء مباحثات رسمية، والتي شدد فيها على ضرورة عدم الربط بين رفع كوبا من القائمة المذكورة، وبين الجهود المبذولة حاليا لإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا، على حد قوله. وتابع "كيري" قائلا: "الأمران مستقلان عن بعضهما البعض، فمسألة النظر في رفع اسم كوبا من قائم الدول الداعمة للإرهاب تتطلب تقييما يتم من خلال سلسلة من المقتضيات في ظل مجلس الشيوخ، فهذا كما قلت سيتم تقييمه بشكل منفرد بعيدا عن العملية الجارية حاليا. ونحن سننتظر انتهاء هذه العملية، وحتى انتهائها لن نقوم بأي تقييم بخصوص مسألة القائمة". وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في ال17 من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، إن الولاياتالمتحدة "ستطبع علاقاتها مع كوبا"، و"سننهي سياسة عفا عليها الزمن في العلاقات مع كوبا، وسيتم افتتاح سفارة في هافانا". وبناء على ذلك التقى وفدا البلدين الشهر الماضي في العاصمة الكوبية هافانا، والجولة الثانية من هذه اللقاءات بدأت أمس الجمعة، في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وعن أوجه تطبيع تلك العلاقات، أوضح أنه "أوباما" في خطابه قائلا "سيكون هناك تعاون بين أمريكاوكوبا في مجالات مختلفة بينها مكافحة الإرهاب والمخدرات". ومضى "أوباما" قائلًا: "طلبت من وزير الخارجية (جون كيري) الاتصال مع نظيره الكوبي لإعادة العلاقات وفتح السفارات"، متابعًا: "سنعيد النظر في تصينف كوبا كدولة راعية للإرهاب". واستطرد بقوله: "صار بإمكان المواطنين الأمريكيين السفر إلى كوبا بشكل أسهل، وأصبح بإمكان الشركات الأمريكية تبادل البضائع والمعاملات التجارية مع كوبا"، مضيفًا: "سأحاول إقناع الكونغرس (البرلمان) برفع الحظر التجاري المفروض منذ عام 1961". ودخلت كوبا، التي تبعد 90 ميلاً عن الساحل الأمريكي، في عداء أيدلوجي مع الولاياتالمتحدة، بعد الثورة الكوبية التي اندلعت عام 1959، وصعدت بفيدل كاسترو ومن بعده شقيقه رؤول، إلى قمة السلطة، حيث تبنت كوبا الايدلوجية الشيوعية والتقارب مع الاتحاد السوفيتي (تفكك عام 1991)، في حين كانت واشنطن تقود المعسكر الغربي الرأسمالي المناهض للشيوعية. وبعد فشل محاولة من الولاياتالمتحدة للإطاحة بحكم فيدل كاستروا مطلع ستينيات القرن الماضي، عرفت باسم عملية خليج الخنازير (تأسست على جلب كوبيين مناؤين لكاسترو من المنفى وتسليحهم لإسقاط النظام الوليد)؛ اتفق النظام الكوبي والاتحاد السوفيتي على بناء قاعدة صواريخ في جزيرة كوبا، وبالتالي تصبح الولاياتالمتحدة في مرمى الصواريخ السوفيتية. وقبل اكتشافها ذلك الاتفاق في أكتوبر/ تشرين الثاني 1962، كانت واشنطن تفرض حصارا تجاريا على كوبا (بدأ في 1961) ولم يكن هناك علاقات دبلوماسية بينهما. ووضع اكتشاف واشنطن للقواعد الصاروخية؛ العالم على شفا حرب نووية مدمرة، إلا أن التصعيد بين القوتين العظميتين انتهى إلى توافق حول رفع القواعد الصاروخية، مقابل امتناع الولاياتالمتحدة عن غزو كوبا. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، استندت السياسة الأمريكية تجاه كوبا إلى انتقاد متواصل لأوضاع الحريات وحقوق الإنسان في هذا البلد مع استمرار الحصار.