بدأ المواطنون الأتراك في منطقة جنوب شرقي الأناضول يستشعرون الاستقرار المواكب ل"عملية السلام الداخلي"، وذلك بعد سنوات طويلة من صراعات وحوادث إرهابية. وأفاد مراسل الأناضول الذي تجول في شوارع بعض مناطق جنوب شرقي تركيا، وأجرى لقاءات عديدة مع العمال، وأصحاب المحلات، بأن المواطنين يراقبون مسيرة السلام الداخلي عن كثب. ورأى "فرهان أنس" - حداد في ولاية "ديار بكر" جنوب شرقي البلاد، ذات الغالبية الكردية- في حديثه للأناضول، بأن المسيرة لها أهمية كبيرة، قائلا : "عند بدء سريان مسيرة السلام في البلاد سيتوقف نزف الدماء و العداء بين الناس، فإن كلا من الجنود والمسلحين أبناؤنا، ونعيش معا في أرض وعلم واحد". وأما "إبراهيم أركاك"، فقال بدوره: " تمنح الجمهورية التركية كل ما يحتاجه الشعب من حقوق، ولا تضطهد احدا". ومن جهته، قال "عثمان دوندار"- مدير بنك متقاعد- للأناضول:"عندما يحل الاستقرار يهنأ بال عامة الناس"، معربا عن أمله في توقف القتال وإحلال السلام. فيما قال "مصطفى دامير باش": "إن ديار بكر كانت جميلة في الصيف الماضي، بسبب زيادة إقبال السائحين لها، حيث امتلأت جميع الفنادق والمطاعم بهم". ومن جانبه أكد "مجاهد تشاليك" دعم طبقة الكادحين لمسيرة السلام، مضيفا :"حان موعد إحلال عملية السلام كي يعرف العالم بأن الأتراك والأكراد أخوة". ولفت "رمضان يشار"، - صاحب مطعم في الولاية المذكورة – إلى انقطاع الاخبار التي كانت ترد عن سقوط شهداء مع بدء مسيرة السلام، قائلا :" نرحب بالمسيرة من أجل تعزيز رفاهية الشعب". وكانت "مسيرة السلام الداخلي" انطلقت في تركيا قبل نحو عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"أوجلان"، المسجون بموجب حكم المؤبد، في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام (1999)، وذلك بوساطة حزب السلام والديمقراطية (غالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي. وشملت المرحلة الأولى من العملية، وقف عمليات منظمة "بي كا كا" الإرهابية، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطاً ملحوظة، فيما تتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصوًلا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة إلى البلاد، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.