استبعدت "ساندرا أرّويا"، الزوجة السابقة للقاضي الأرجنتيني "ألبيرتو نيسمان" الذي وجد ميتًا في منزله، في 18 يناير الجاري، احتمالية انتحاره. وأعربت القاضية أرّويا، في تصريحات أدلت بها لوسائل الإعلام المحلية، اليوم الأربعاء، عن اعتقادها بعدم وجود أي أدلة تشير إلى انتحار القاضي "نيسمان". بدوره أفاد أحد المسئولين الحكوميين - رفض الكشف عن اسمه - أنه لم يتم العثور على رسالة انتحار في منزل "نيسمان". وكانت المدعية العامة "فيفيانا فين"، التي تحقق في ظروف وفاة القاضي نيسمان، صرّحت في وقت سابق، أنهم "لم يتوصلوا إلى أطراف ثالثة مرتبطة بالحادثة، من خلال المعلومات الأولية المتوفرة لديهم حتى الآن"، مؤكدةً في الوقت ذاته عدم إهمال التهديدات التي سبق أن تلقاها القاضي نيسمان، أثناء تحقيقاته في القضية التي وردت فيها أسماء رئيسة البلاد "كرستينا فرنانديز دو كيرشنر"، كما أشارت إلى أن التهديدات التي تلقاها "نيسمان" قد تكون السبب وراء وفاته. وأوضحت المدعية العامة، أن عمليات البحث والتحقيقات ما زالت جارية في منزل، ومكتب نيسمان، بغية الحصول على معلومات أوفى حول القضية، كاشفةً أنه سيتم أخذ إفادة عناصر الشرطة العشرة، الذين كانوا مكلفين بحماية القاضي، فضلًا عن إفادة زوجته السابقة. وفي أول تعليق لها على الحادثة، قالت الرئيسة "كيرشنر" على حسابها الخاص على فيس بوك، "إن وفاة إنسان، تتسبب بالألم لأقاربه ومحبيه"، داعيةً إلى إجراء تحقيق شامل في ظروف وفاة القاضي نيسمان. وكانت السلطات الأرجنتينية عثرت على جثة القاضي نيسمان غارقةً في بركة من الدماء، وبجانبه مسدس من عيار 22 ملم، فيما يرجح تقرير التشريح الجثة الأولي، الاعتقاد بانتحاره. وكان من المقرر أن يدلى القاضي نيسمان، بمعلومات بشأن التحقيقات التي يجريها في قضية، يرد فيها إسما الرئيسة كيرشنر، ووزير الخارجية "هكتور تيمرمان"، أمام جلسة مغلقة في البرلمان، كانت ستعقد في اليوم التالي من وفاته، الموافق 19 كانون ثاني/يناير الجاري، وتناقلت وسائل الإعلام المحلية أنباءً، عن أن القاضي نيسمان، المعين من قبل رئيس الأرجنتين السابق "نيستور كيرشنر" قبل 10 سنوات، صرّح بأنه يعتزم تقديم شهادات ضد كيرشنر، حصل عليها من أعضاء الحزب المعارض. ويتهم نيسمان رئيسة الأرجنتين بعرقلتها الاتهامات الموجهة إلى 5 إيرانيين، مشتبه بضلوعهم في التفجير الذي استهدف الجمعية الأرجنتينية الإسرائيلية (أميا)، في 18 تموز/يوليو 1994، والذي راح ضحيته 85 قتيلًا، والمئات من المصابين، ويعتبر أكبر هجوم دموي شهدته البلاد.
جدير بالذكر أن الرئيسة كيرشنر، عملت على تشكيل لجنة مشتركة مع إيران، في العام 2013، بغية التحقيق في الهجوم، ولكنها ما لبثت أن تراجعت، بعد انتقادات طالتها من إسرائيل، ويهود الأرجنتين، التي يعيش فيها أكبر نسبة من اليهود الموجودين في أمريكا اللاتينية، حيث يفوق عددهم 200 ألف. من جانب آخر، تظاهر الآلاف من الأرجنتينيين أمس الثلاثاء، في منطقة "بلازا دو مايا"، في العاصمة بوينس أيرس، احتجاجًا على وفاة القاضي نيسمان، التي يلفها الغموض.