بدء الاقتراع في اليوم الأول من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    قرار جمهورى بإضافة كليات جديدة لجامعتى «اللوتس» و «سفنكس»    ارتفاع صادرات مصر من المشغولات الذهبية ل 6.76 مليار دولار خلال 10 أشهر    وزيرة التخطيط تفتتح منتدى الأعمال المصري الأذري بالقاهرة    غدًا.. المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل بطولة العالم للكاراتيه    «الداخلية» تعلن ضبط متهمين بغسل 210 ملايين جنيه    الداخلية تواصل عقد لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات للتوعية بمخاطر تعاطى المواد المخدرة    إندونيسيا: إصابة 3 أشخاص ونزوح أكثر من 500 شخص جراء ثوران بركان سيميرو    هبوط المؤشر الرئيسي للبورصة بمنتصف التعاملات بضغوط تراجع أسهم قيادية    الكونفدرالية - دون تعادلات.. كل ما تريد معرفته بعد نهاية الجولة الأولى    واشنطن تهدد كييف بوقف كامل المساعدات.. وروسيا تصعد على الحدود الأوكرانية    الفيضانات توقف حركة القطارات وتقطع الطرق السريعة جنوبي تايلاند    كشف ملابسات ادعاء تعدي شخص على نجل سيدة بالإسكندرية    بعد واقعة مدرسة «سيدز الدولية».. «التعليم» تطلق حملة لتوعية الطلاب بالحفاظ على السلامة الجسدية    دولة التلاوة.. وترزية الجباية    في تعاونها الثاني مع كريم محمود عبدالعزيز .. دينا الشربينى تروج لفيلمها الجديد طلقنى عبر حسابها على إنستجرام    الصحة: لا توصية دولية بإغلاق المدارس بسبب الفيروسات التنفسية لعدم جدواها    طريقة عمل سبرنج رول بحشو الخضار    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل 26 ألف مواطن خلال شهر نوفمبر الجاري    الوزراء: مصر في المركز 65 عالميًا من بين أفضل 100 دولة والأولى على مستوى دول شمال إفريقيا في بيئة الشركات الناشئة لعام 2025    كيفو: محبط من الأداء والنتيجة أمام ميلان.. وعلينا التركيز أمام هجمات أتلتيكو مدريد المرتدة    جامعة حلوان تطلق منافسات الألعاب الإلكترونية وسط مشاركة طلابية واسعة وحماس كبير    رئيسة المجلس القومي للمرأة تدعو جميع سيدات مصر للإدلاء بأصواتهن في الانتخابات    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025    وزارة الدفاع الروسية: مسيرات روسية تدمر 3 هوائيات اتصالات أوكرانية    البرهان يهاجم المبعوث الأمريكي ويصفه ب"العقبة أمام السلام في السودان"    ترامب يؤكد انتظاره لقرار المحكمة العليا بشأن الرسوم الجمركية    أحمد صيام يعلن تعافيه من أزمة صحية ويشكر نقابة المهن التمثيلية    بانوراما الفيلم الأوروبي تعلن برنامج دورتها الثامنة عشرة    عمرها سبعون عاما.. سعودية تتم حفظ القرآن الكريم فى جمعية ترتيل بالباحة    التشى ضد الريال.. الملكى يعانى وألونسو يبحث عن حلول عاجلة    الرئيس البرازيلي السابق يبرر إتلاف سوار المراقبة بهلوسات ناجمة عن الدواء    ننفرد بنشر تفاصيل تعديلات قانون الضريبة العقارية الجديدة المقدمة من الحكومة    وزير الصحة يستعرض المنصة الرقمية الموحدة لإدارة المبادرات الرئاسية ودمجها مع «التأمين الشامل»    بدء توافد المواطنين على لجان الانتخابات بشمال سيناء للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع    محافظ دمياط يتابع انتخابات مجلس النواب من مركز السيطرة    ماراثون التصويت ينطلق بقوة.. شبين القناطر تسجل كثافة لافتة أمام اللجان    مأساة على طريق القاهرة-الفيوم.. وفاة شخصين وإصابة آخرين في تصادم سيارتين    الذهب يفشل في الاستقرار فوق 4100 دولار خلال الأسبوع الماضي .. ما الجديد في حركة المعدن؟    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 5 أجانب خارج مصر    وزير الأوقاف يدلي بصوته فى انتخابات مجلس النواب بالقاهرة    «حازم بدوي»: كل صوت في صندوق الاقتراع له أثر في نتيجة الانتخابات البرلمانية    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025    مواعيد مباريات الإثنين 24 نوفمبر 2025.. نهائي مرتبط السلة والمربع الذهبي بمونديال الناشئين    كيفية تأثير الأجهزة اللوحية على نوم الأطفال ؟    اليوم.. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية داعش مدينة نصر    مسلم: «رجعت زوجتي عند المأذون ومش هيكون بينا مشاكل تاني»    تجديد ديكور البيت بدون أي تكلفة، 20 فكرة لإعادة تدوير الأشياء القديمة    أدعية المظلوم على الظالم وفضل الدعاء بنصرة المستضعفين    تامر حسني يعود إلى مصر لاستكمال علاجه.. ويكشف تفاصيل أزمته الصحية    ردد الآن| دعاء صلاة الفجر وأفضل الأذكار التي تقال في هذا الوقت المبارك    أحمد عبد الرؤوف: الزمالك كان قادرًا على حسم مواجهة زيسكو من الشوط الأول    الزمالك يكشف تفاصيل إصابة عبد الله السعيد أمام زيسكو الزامبي    نتيجة وملخص أهداف مباراة ريال مدريد ضد إلتشي في الدوري الإسباني    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 24نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    نقيب المأذونين ل«استوديو إكسترا»: الزوجة صاحبة قرار الطلاق في الغالب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فانصروا الوطن يرحمكم الله !؟    القمة النارية بين آرسنال وتوتنهام الليلة.. موعد المباراة القنوات الناقلة والتفاصيل الكاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع ليلة القدر!
نشر في المصريون يوم 25 - 08 - 2011

بينما كنت أتحاور مع صديقي الحبيب وضيفي الكريم رمضان؛ حيث كان يلملم حاجياته ويوصني قبل الوداع؛ بأن أحسن استقبال صديقي العزيز شعبان، وحبيبنا الجميل العيد السعيد؛ فأذا بي أشم رائحة لم أعهدها من روائح دنيانا، وسمعت همساً ملائكياً حبيباً إلى إذني وقريباً إلى قلبي وكأنني أعرفه؛ رغم عدم تمكنني من رؤيته؛ فأخذت أتلفت حولي وعني يميني وشمالي ومن فوقي؛ لهفة لمعرفة من هذا الحبيب صاحب الصوت الودود الشفوق القريب!؟.
فرأيت رمضان يبتسم؛ وهو يعلق: هذه هي معشوقتكم التي تحلمون برؤيتها كل زيارة لي؛ وهي التي لا تأتي إلا بصحبتي فقط.
ولم تزل في انتظار الفارس الذي سيفوز بها في سباق زيارتي السنوية إليكم!؟.
فعقدت الدهشة لساني؛ وتلجلجت متسائلاً: معشوقة وفارس؟!.
قال رمضان: نعم؛ وسأسمح لكم بسماعها الآن فقط، والحديث معها، أما رؤيتها فتلك هدية رب العالمين يضعها على قمة جبل أو عند خط نهاية سباق فرسان رمضان؛ فلا يفوز بمقابلتها إلا من شاء منهم ورضي عنه، فهيا شمروا وأكملوا السباق الرباني الرمضاني!؟.
قلت: من هي تلك الغالية المتمنعة؟!.
فلم يرد رمضان، وتركني للرد على هذه الكلمات الغالية من الغالية: نعم أيها الفارس الرمضاني؛ أنا ليلة القدر!؟.
منعٌ ... ومنح!:
تعجبت منها وهي لا تريد أن تظهر لي عياناً؛ كما فعل شعبان ورمضان معي!؟.
وقلت: لِمَ تمتنعين وتصعبين لقاءنا؟. ألا تسمحي لنا بمقابلتك أيتها الغالية؟.
قالت: أولاً؛ فإنني أسر إليكم أن هذه المقابلة أتمناها أنا من عميق قلبي لأنها مهمتي من الرحيم الودود الغفور الحنان المنان؛ ولو علمتم هذا القدر العظيم من الخير الذي أحمله لكم وستفوزون به لو تقابلنا؛ لما نمتم من الشوق والسعادة؛ لذا ألا أسعد لسعادتكم؟!.
ثانياً: أما امتناعي عن هذه المقابلة؛ فهذا له عدة رسائل تربوية تدعوكم للتأمل والمراجعة والتصحيح والاجتهاد:
الرسالة الأولى: راجعوا أنفسكم:
لا تغضبوا مني إذا قلت أنكم أنتم السبب في رفض هذا اللقاء السعيد، وتأملوا هذا الخبر النازف عن أنس قال: أخبرني عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين.
فقال: إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان؛ فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، التمسوها في التسع والسبع والخمس". [البخاري]
أي أن الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ جاء بخبر د أعظم خير لأمته، وأرفع هدية من الحنان المنان لعباده؛ بل للكون والوجود كله؛ وهي تحديد وتعيين ليلة القدر، ولكن تلاحى رجلان أي وقعت بينهما ملاحاة وهي المخاصمة والمنازعة والمشاتمة. أو كما جاء في صحيح مسلم يحتقان؛ فيدعي كل منهم أنه المحق دون صاحبه.
وهذه رسالة تحذير لكل مسلم؛ أن الاختلاف والتنازع والجدل والمخاصمة؛ كلها أخطاء سلوكية وأخلاقية تزيل الخير والبركة وتمنعه سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو الأمة.
فإذا افتقدتم الخير؛ أو استبطأتونه؛ فراجعوا أنفسكم: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". [آل عمران165]
الرسالة الثانية: دعوة للإيجابية:
ونستشف هذه الرسالة من "وعسى أن يكون خيراً لكم"؛ فعسى من باب التأويل المستحب؛ فلعله الخير لكم؛ حتى تجتهدون وتتنافسون على الخير؛ طوال الشهر الكريم خاصة العشر الأواخر؛ خاصة الليالي الوترية، ولا تركزوا الجهود والطاعة في ليلة واحدة فقط، وتنامون بقية الشهر.
والتماسها في التسع والسبع والخمس أي في تسع وعشرين وسبع وعشرين وخمس وعشرين.
الرسالة الثالثة: من سيقدم مهر العروس؟:
أما من سيتشرف بمقابلتي؛ فهو الذي سيقدم مهري؛ والذي يقوم على أمرين:
الأول: الدعاء:
وهو التحرق كل ليلة مثلك أن يبلغه سبحانه شرف لقائي؛ فهو الوسام الذي يحصل عليه فقط من سيفوز في سباق فوارس رمضان المجتهدين خاصة في العشر الأواخر خاصة الليالي الوترية.
الثاني: العمل والأخذ بكل الأسباب المستطاعة:
وقد وضح صديقنا رمضان هذه الأعمال الصالحة في حواره معكم؛ خاصة إجابته عن سؤالكم السادس؛ وهو الذي كان يدور حول مؤشرات وعلامات قبول حسن استضافتكم لرمضان، وكيف تطمئنون أنكم أسعدتموه، وأنكم من الفائزين إن شاء الله تعالى، وكيف تقيمون أنفسكم أثناء حصاد رمضان؟.
وهذا هو المهر الذي سأقبله لأنه الفوز بخيري وببركتي أو البديل فهو الحرمان والعياذ بالله: "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ". [البخاري]
العروس تتحدث عن نفسها:
أعجبني كلامها وحرك في نفسي دافعاً غريباً وحافزاً يهتف بي أن أشارك بجد في سباق الحصول على مهر العروس الغالية.
ثم تساءلت: ولكن ألا تعرفينني بنفسك أكثر؛ وهذا ليس من باب الجهل بقدرك وقيمتك؛ ولكن من باب تجديد العشق والحث على التنافس لمقابلتك؟.
قالت: سأذكركم ببعض ما ورد في وصفي:
1-وسام القدر:
يكفيني أن من يقابلني سيحصل على وسام القدر؛ أي التعظيم والتشريف، وسيناله من قدري وشرفي وخيري وبركتي؛ التي وصفني بها رب العالمين في سورة تحبونها وسميت بإسمي: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ". [الفجر1-5]
إنني وافتخر:
(1)ليلة القدر والقيمة الشرف والفضل؛ والذي أنزل الله سبحانه فيها القرآن الكريم.
(2)خير من ألف شهر.
(3)ليلة المهرجان العلوي القدسي الكريم حيث تمتلئ السماء والأرض بكثرة نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها, بإذن ربهم من كل أمر قضاه في تلك السنة أي بمصير وأحوال العباد.
(4)أنشر السلام والأمن في الكون والوجود كله بأحداثي القدسية؛ لكثرة السلام فيها من الملائكة لا تمر بمؤمن ولا بمؤمنة إلا سلمت عليه؛ حتى ينبثق نور الفجر.
(5)وهذا الوسام سببه؛ فقد قيل: (لشرفي وعظيم قدري عند الله لأنه يقدر في ما يكون في تلك السنة. لأنه ينزل في ملائكة ذوات قدر لأنه نزل في كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر لأن للطاعات في قدراً عظيماً لأن من أقامني وأحياني صار ذا قدر).
2-وسام البركة:
وهناك وسام آخر؛ وهو وسام البركة الذي ينتظر أحبائي؛ لأنني ليلة مباركة تبارك ضيوفها.
وتأمل مفردات هذا الوسام القرآني العلوي لتكريمي:
"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ. رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ". [الدخان3-6]
(1)أنا الليلة المباركة؛ التي شرفني سبحانه بنزول القرآن الكريم؛ فبوركت باختيار ربنا وبوركت بقرآنه؛ لإنذار الناس بما ينفعهم ويضرهم, لتقوم حجة الله على عباده.
(2)أنا ليلة الفرق والقضاء والفصل؛ ففي يُقضى ويُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كلُّ أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة, وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها, لا يبدَّل ولا يغيَّر.
(3)أنا ستار لأقداره سبحانه في هذا الكون؛ فتأمل يد الله سبحانه هي التي تحرك الأحداث؛ فهذا الأمر الحكيم أمر مِن عنده سبحانه؛ فجميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه؛ فسبحانه يرسل إلى الناس الرسل محمدًا ومن قبله.
(4)أنا علامة الرحمة؛ التي هي المحور العام لما يحدث في؛ فرحمة من ربك كان القرآن وكان رمضان وكانت ليلة القدر وكان إرسال الرسل؛ فهو سبحانه السميع يسمع جميع الأصوات, العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة.فهل بعد ذلك من بركة؟. وهل بعد ذلك من شرف ورحمة وتقدير وقيمة؟!.
3-وسام المغفرة:
فمن قابلني وأحسن المقابلة فينتظره وسام كريم من رب كريم غفور ودود حنان منان؛ وهو وسام المغفرة: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". [البخاري]
متى اللقاء؟
استشعرت من كلامها أننا فعلاً أمام ليلة يجب أن نحسب لها حسابها ونبذل ما وسعنا من جهد لنيل شرف مقابلتها؛ وقلت: متى نستطيع أو نتوقع رؤيتك في شهرنا الكريم؟.
قالت بتواضع العظماء: هناك أخبار صحيحة تتحدث عن أن اللقاء يجبن أن تتوقعوه وتتلمسوه في العشر الأواخر؛ كما جاء في هذه الأخبار:
1-عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر. [البخاري]
2-عن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد، وكان لي صديقا، فقال: اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا، وقال: إني أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، أو: نسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع.
فرجعنا وما نرى في السماء قزعة، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته. [البخاري]
تصغير دائرة التوقعات:
طمعت أكثر وتسائلت: هل من الممكن أن تتكرمي وتحددي أكثر وتقللي الاحتمالات؟.
قالت باتسامة تكشف ذكاء من يحدثها: هناك أخبار تريحكم أكثر؛ وهي:
1-عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان. [البخاري]
2-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله.
ثم قال: كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه، وقد أريت هذه الليلة، ثم أنسيتها، فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين.
فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت، فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء. [البخاري]
3 عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى. [البخاري]
4 قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في العشر، هي في تسع يمضين، أو في سبع يبقين. [البخاري]
وعلى موقع (الفقه الإسلامي)؛ قال فضيلة الشيخ مفتي مصر؛ أن ليلة القدر يمكن أن تكون وترية ويمكن أن تكون زوجية، مؤكدا أن المسلمين لم يتمكنوا من التعرف عليها، موضحا أن جابر بن عبد الله كان يجزم أنها في السابع والعشرين وبعض العلماء أيد هذا الرأي.
علامات:
طمعت أكثر في كرم محدثتي الكريمة؛ فسألت فهل هناك من علامات نتعرف بها عليكِ؟.
قالت: لقد لخص فضيلة الشيخ مفتى مصر هذه العلامات فقال: إنها ليلة معتدلة لا تكون شديدة الحر في الحر ولا تكون شديدة البرد في البرودة، مبيناً أنها ليلة هادئة ويكون فيها نوع من أنواع السلام والسكينة، مشيراً أن علاماتها أن صباحها ليس شديد الحرارة، حيث تكون الشمس خافتة كأن هناك غماماً وذلك لصعود الملائكة إلى السماء، موضحاً أن هذا الصعود يقلل ضوء الشمس إلى الظهيرة.
كيف نكسب اللقاء:
أسعدني هذا التلخيص، واستفسرت: ترى ما هي أحب الأعمال والدعوات التي نستطيع القيام بها أثناء اللقاء المرتقب والمبارك؟.
قالت: لقد ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم شعار المسلم في هذه الليالي؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. [البخاري]
ولقد ذكرت لكم أن صديقنا رمضان أوضح ولخص هذه الأعمال في حواره معكم؛ وبالتحديد في إجابته على السؤال وهو كذلك إجابة السؤال الرابع؛ وهو ما الذي يرضي ضيفي حتى أفعله؟!. والسؤال السادس: اختبر نفسك هل فزت برمضان؟. أما ما يجب أن تتخوفون منه ويغضبني فهو أيضاً تجدونه في إجابته عن السؤال الخامس: ما هي السلوكيات التي يغضب منها رمضان؟.
أما أفضل الدعوات؛ فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ إن وفقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟.
قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك".
الرسالة الأخيرة:
أسعدني هذا الحوار الرائع والرقيق؛ وقلت: أيتها المعشوقة الغالية؛ قبل اللقاء الموعود بعو نه تعالى؛ ماهي رسالتك الأخيرة لأحبابك من الصائمين المتشوقين للقائك؟.
ردت بحزم وبأسلوب فيه نبرة تحدي وتحفيز وتشويق لنا جميعاًً: ليلة القدر ... لا يبلغها إلا من له قدر.
خبير تربوي وعلاقات أسرية
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
E-Mail: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.