قال الصادق الغرياني، مفتي ليبيا الصادر بحقة قرار إقالة من قبل مجلس النواب المنعقد في طبرق منذ أكثر من شهر، إن "ما تقوم بعثة البعثة الأممية اليوم في جنيف هو تكرار لما فعلته في حوار غدامس الذي شق صف الليبيين". ووصف الغرياني في بيان نشره موقع دار الافتاء الليبية، اليوم الخميس، جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون ب"المستعجلة ولم توفر أدوات الحوار الناجح". واستنكر الغرياني "إعلان البعثة الأممية لموعد ومكان الحوار دون الرجوع الى المؤتمر الوطني العام (السابق الذي عاد للانعقاد في طرابلس)". وتساءل الغرياني: "لا يُدرَى اتفاقٌ معَ مَن؟ إذا كانَ المؤتمرُ الوطني العام ، الذي يُمثلُ الشرعيةَ الدستوريةَ في ليبيا، لم يسمعْ به إلا مِن الإعلامِ، فأين الاتفاق؟"، مضيفا أنه "إعلان بقرار أحادي من البعثة الاممية". وكان الغرياني، الذي لم يعين مجلس النواب بدلا منه حتى اليوم، اتهم الشهر الماضي، المجتمع الدولي ب"الانحياز السافر"، لما أسماها "الثورة المضادة التي يقودها إنقلابيون ليُعيدوا حكمَ العسكرِ في ليبيا"، حسب كلمة نشرت على الموقع الإلكتروني للمفتي. وانطلقت، عصر اليوم الخميس، أولى جلسات الحوار المباشر بين الأطراف الليبية التي قبلت التفاوض، وذلك بمقر الأممالمتحدةبجنيف، قبل أن يتم رفعها، على أن يتم استئنافها في وقت لاحق اليوم، بحسب عبد المنعم الجراي، موفد القسم الإعلامي بمجلس النواب (برلمان طبرق) ضمن وفد المجلس، لوكالة الأناضول. وقال الجراي، إن "هذه هي الجلسة الأولى التي اجتمعت فيها كل الأطراف المشاركة منذ وصولهم إلى جنيف أمس الأربعاء". وأوضح أن، يوم أمس، شهد جلسات منفصلة مع المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون في تمهيد لهذه الجلسة. واعتبر أن أجواء تفاؤلية تسود اللقاء الذي "لم يتغيب عنه أي طرف وصل إلى جنيف". وأضاف أن جميع الأطراف الحاضرة عبرت عن رغبتها في توسيع دائرة الحضور من أطراف أخرى على رأسها وفد المؤتمر الوطني الذي لم يحدد موقفه بعد. وأفاد الجراي، بأن "جلسة اليوم حضرها إلى جانب برناردينو ليون السفيرة الأمريكية بليبيا، ديبورا جونز، والسفيرين البريطاني مايكل آرون، والايطالي جوزيبي بوتشينو. ووصف السفير البرطاني لدى ليبيا في تغريدة على "توتير" الحوار ب"الهادف الممتاز"، معبرا عن ارتياحه لاجواء "التفاهم" التي تسود المتحاورين. وفي وقت سابق، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "بدء جولة الحوار اليوم الخميس بمقر الاممالمتحدةبجنيف". وقالت البعثة أيضا إن محادثات اليوم الأول "كانت بناءة وطغت عليها الأجواء الايجابية"، ونقلت البعثة عن المشاركين في جلسات، أمس، "عزمهم على ضمان نجاح هذا الحوار"، موضحة أن الجلسات ستستمر لأيام قادمة. وبحسب تصريحات ليون، في مؤتمر صحفي أمس، فإن أطرافا ليبية أخرى مدعوة للحوار بينهم زعماء قبائل، كما أعلن ليون أن جلسات الحوار ستستأنف الاثنين القادم، ما يعني عمليا انتظار موقف المؤتمر الوطني العام الذي أعلن الثلاثاء الماضي أنه سيحدد موقفه بعد جلسة تجمع أعضاءه يوم الأحد القادم رغم تحفظه على "تسرع" البعثة الأممية في ليبيا في تحديد مكان الحوار قبل الرجوع للمؤتمر، على حد قوله. كما أعلنت "فجر ليبيا"، التي تعتبر من القوى الفاعلة على الأرض، أمس الأربعاء، في بيان لها، رفضها للحوار المنعقد بجنيف ومخرجاته. ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، تقود الأممالمتحدة، متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولي التي عقدت بمدينة "غدامس"، فيما أجلت الثانية أكثر من مرة لعدم الاتفاق علي الأطراف المشاركة في الحوار ومكان عقده. وتعاني ليبيا أزمة سياسية، تحولت إلى مواجهة مسلحة متصاعدة في الشهور الأخيرة، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول معترف به دوليا في طبرق (شرق)، ويتألف من: مجلس النواب، الذي تم حله من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه، إضافة إلى ما يسميه هذا الجناح ب"الجيش الليبي". أما الجناح الثاني للسلطة، وهو في طرابلس (غرب)، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، فضلا عما يسميه هذا الجناح هو الآخر ب"الجيش الليبي".