"صاموئيل وبيشوي كانا يرغبان في العودة إلى مصر، منذ اختطاف سبعة آخرين، الأسبوع الماضي، لكنهما كانا خائفين من الطريق.. عاشا في رعب وفزع حتى اختطفا اليوم". هكذا قال لمراسلة وكالة "الأناضول"، شقيق اثنين من 13 مسيحيا مصريا اختطفهم مسلحون في مدينة سرت، غربي ليبيا، اليوم السبت، حسب مصادر متطابقة. وبصوت ممزوج بالحزن، أضاف بشير أسطفانوس كامل، شقيق صاموئيل وبيشوي: "شقيقي بيشوي اتصل بي مساء أمس الجمعة، وأبلغني أنه يستعد مع أخي الثاني، للعودة يوم الأحد (غدا)، وأبلغني أنه لا يخرج من منزله منذ اختطاف 7مسيحيين، وأنهما يعيشان في رعب وفزع، ولا ينامان من الخوف". يتابع بشير الذي يغالب دموعه: "حاولنا التواصل مع السفارة المصرية بليبيا، وأرسلنا لوزارة الخارجية المصرية فاكس، يضم اسم 100 شخص يريدون العودة إلى مصر، من أجل أن يؤمنوا لهم الطرق، لكن لم يرد أحد، ونحن الآن نناشد الرئيس (عبد الفتاح السيسي) بالتدخل لإعادة أشقائنا وأبناء القرية". وعن دوافع سفر شقيقيه، يروي بشير: "نحن من أسفر فقيرة، ونعيش في منزل صغير، ولا نملك ممتلكات أو أموال، فأنا أعول أسرتي بالكامل، فأبي وأمي مسنين، ولدينا 3 بنات أخريات غير متزوجات، لذا قرر صاموئيل وبيشوي السفر إلى ليبيا لمساعدتي في الانفاق على الأسرة". يمضي بشير قائلا: "شقيقاي لم يسافرا بتأشيرات مزورة، بل على العكس سافرا بأوراق رسمية، فإذا كانت الدولة لا تريد سفر أبنائها لماذا تفتح التأشيرات وتوافق على أوراق السفر". تحدث بشير عن حقه، وحق أخوته في العيش الكريم، وأنه ليس ذنب أي من الشباب ألا يوجد عمل متاح لهم في مصر. وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، عن الإعلامي الليبي مالك الشريف، قوله إن " مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية اختطفوا 13 عاملا مصريا قبطيا (مسيحيا) بمدينة سرت (واقعة حاليا تحت سيطرة قوات فجر ليبيا)، عقب خطف 7 آخرين الأسبوع الماضي بنفس المدينة". وأوضح الشريف عبر صفحته على "فيسبوك"، السبت، أنه "لم يتضح عنهم أي معلومات حتى الآن". وأعلن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" بتسجيل صوتي منسوب له مطلع نوفمبر الماضي عن تمدد التنظيم إلى "بلاد الحرمين (السعودية) واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر". وفي يونيو الماضي، أعلن "تنظيم النصرة"، الجهادي، مبايعته لتنظيم "داعش"، من خلال حساب منسوب له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". فيما قال بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية المصرية، في تصريح إلى وكالة "الأناضول"، إن "هناك اتصالات مكثفة، مع السلطات الليبية، بهدف الوقوف على حقيقة اختطاف العمال المصريين، والتعرف على ملابسات الحادث، والتعامل معه". وأوضح أن هذه الاتصالات "شملت التواصل مع الحكومة الليبية في طبرق (شرق)، والسفارة الليبية بالقاهرة، والسلطات المحلية في سرت (غرب)، وكذلك القبائل ولجنة التواصل المجتمعي الليبي (مجتمعية)". ولم يؤكد أو ينف المتحدث صحة الحادث، غير أنه قال إن "المتابعة مستمرة"، بينما لم يتسن بشكل فوري الحصول على تعقيب بشأن الواقعة من الجانب الليبي. وكانت وزارة الخارجية المصرية، قالت الأربعاء الماضي، إنها "تتابع حادث اختطاف عدد من المصريين المقيمين في ليبيا في محيط مدينة سرت (...) بالتنسيق الكامل مع الأجهزة المعنية في مصر والسلطات الرسمية والمحلية في ليبيا". وكانت الخارجية تتحدث عن مانقلته وسائل إعلام محلية بشأن قيام مسلحين مجهولين باختطاف 7 مصريين مسيحيين، أثناء عودتهم من ليبيا إلى الأراضي المصرية الاثنين الماضي. وفي 23 ديسمبر الماضي، قتل مسلحون مجهولون طبيبا مسيحيا مصري الجنسية وزوجته واختطفوا ابنتهما (قتلت لاحقا)، في مدينة سرت، فيما رجح مسؤول محلي ليبي أن الجريمة "تحمل أبعادا دينية كون القتيل مسيحي الجنسية". وخلال السنوات القليلة الماضية، استهدف مسلحون، يعتقد أنهم محسوبون على جماعات جهادية، مسيحيين أغلبهم مصريون؛ ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ولا توجد أرقام رسمية لأعداد المصريين العاملين في ليبيا، غير أن تقديرات غير رسمية تشير إلى أنهم مئات الآلاف يعملون في مختلف المهن.