تعانى عدد من أحزاب 30 يونيو من توغل أعضاء الحزب "الوطني" السابقين داخل تلك الأحزاب قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، الأمر الذى دفع عددًا منها إلى تشكيل جبهة إنقاذ لتطهير نفسها من الوطني. وقال أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إنه لا يوجد سوى طريقين لمواجهة عودة فلول مبارك، الأولى من جانب القوى الثورية، بأن يكون لها موقف في الانتخابات المقبلة من خلال أحزابها، وتكون على قدر المنافسة، حتى نكون أصحاب رسالة قوية، والأمر الثاني، أن يبتعد الرئيس السيسي، ويأخذ مسافة ممن كانوا ينتمون للحزب الوطني، وألا يعطيهم فرصة في المناصب والتعيينات. وأضاف السادات أن الحكم ببراءة مبارك ورجاله شكل لرموز الحزب الوطني، دفعة ومعنويات عالية ليتحدثوا عن أن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة خارجية، وأنهم تعرضوا للظلم بسببها، والآن جاء وقت الحق والعدل بحسب ما يرددونه، وسنجد في الفترة المقبلة، مواجهات بجرأة وشراسة من جانبهم على القوى الثورية وتخوينها، الأمر الذى جعل هناك تخوفًا من عودة الحزب الوطني بقوة للساحة السياسية. ودشن عدد من أعضاء حزب المصريين الأحرار بمحافظة الإسكندرية، جبهة إنقاذ لحزب المصريين الأحرار؛ للتصدي لمحاولات استبدال الشرفاء من أعضاء الحزب، بالفاسدين من نظام مبارك، وتزوير إرادة أعضاء الحزب، ومحاولات تمرير لائحة لتقنين المخالفات، واتخذت الجبهة أولى قراراتها وفقًا لما تضمنه بيان التأسيس. وكان عدد من أعضاء الحزب، اجتمعوا بممثلي عدة محافظات أمس، إضافة إلى عدد كبير من أعضاء الحزب بالإسكندرية وخارجها، واتفقوا على رفض الجمعية العمومية للحزب، المزمع عقدها الخميس المقبل، حيث إن الدعوة لها تمت بمخالفة صريحة للائحة الحزب، كما أقاموا دعوى قضائية مستعجلة لإلغاء انعقاد الجمعية، ورفض مناقشة اللائحة المعدلة من حيث المبدأ، حيث إنها لم تطرح بطريقة قانونية. وقال أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري إن عودة رموز نظام مبارك الفاسدين الآن يعد معضلة من المعضلات التي تواجه ثورة 30 يونيو والتي اعتبرها البعض من أنصار مبارك فرصة لاستعادة وضعهم القديم، موضحًا أنه لا يجب التضحية بأهداف ثورة 25 يناير. وحذر شعبان من تحدي الإرادة الشعبية وإمكانية قيامها بموجة ثورية ثالثة لنبذ ورفض رموز نظام مبارك الفاسدين، موضحًا أن الإعلام يقوم برعاية تلك الجريمة الكبرى، خاصة الإعلام الخاص، والذي يرعاه رجال أعمال استفادوا قبل ذلك من نظام مبارك، ويريدون الدفاع عن مصالحهم، منبهًا أنه لا عودة لهؤلاء فهم ذهبوا بغير رجعة ولن يتقبلهم الشارع. وقال المستشار بهاء الدين أبو شقة، الفقيه الدستوري والقيادي بحزب الوفد، إن الدستور الجديد، لا ينص على عزل أي فصيل سياسي سواء أعضاء الحزب الوطني أو جماعة الإخوان المسلمين، لكن هناك عزلاً شعبيًا من الممكن أن يكون حلاً لتوارى الفاسدين. وأضاف أبو شقة أن الوعي الذي يتمتع به الشعب المصري، الحل الوحيد لاستبعاد رجال الحزب الوطني من المشهد السياسي بشكل عام ومن الانتخابات البرلمانية المقبلة بشكل خاص .