نشرت صحيفة "المصري اليوم" في 25/7/2011 - حوارا مع "احمد ماهر" بصفته منسقا لحركة شباب 6 ابريل, وتصدر الحوار العنوان التالي: “منسق 6 ابريل للمصري اليوم ”: [حصلنا على تدريبات " خارجية" للتغيير السلمي واستخدام الفيس بوك] .وفي صدر الحوار كتب المحرر: [وكشف ماهر فى حوار خاص ل«المصرى اليوم» أن أعضاء 6 أبريل وغيرها من الحركات السياسية تلقوا تدريبات فى صربيا، ومعهم عدد من الصحفيين والمدونين، على الضغط السياسى السلمى من خلال أدوات الاتصال الحديثة مثل فيس بوك وتويتر والمنتديات] .وحين أنقل هذا الخبر لقراء " المصريون" الكرام, لا استطيع أن أجزم بصحة ماورد أو عدم صحته, لكننا أمام مشهد يستحق التأمل , ولا يكتمل المشهد إلا بعد أن نضع بجواره حملة "المصري اليوم" ضد طلبة الإخوان بالأزهر حين قاموا باستعراض رياضي تأييدا للمحاصرين في غزة, فأطلق محررو الصحيفة عليهم وصف" الميليشيا" وحرضت نظام مبارك تحريضا سافرا على عموم الإخوان, وتوالت وانهمرت مقالات كتابها, وفي صدارتهم "الجلاد" و" حمدي رزق" وغيرهما في حملة مركزة بشعة أسفرت عن القاء نظام مبارك لثلة من شرفاء الوطن في غياهب السجون إثر محاكمات عسكرية موجهة وظالمة! إن عبارة " تدريبات خارجية" لو كانت بحق إسلاميين لقامت الدنيا ولم تقعد, ولم يكن من الممكن التماس الاعذار "في صدر العنوان" أن التدريبات الخارجية ما كانت إلا لتعلم استخدام الفيس بوك! ودعونا نتخيل قليلا بعض العناوين التي كان من الممكن أن تُقال لو كان هذا الفعل منسوبا للإخوان وليس لحركة 6 ابريل: • اضبط ..عمالة خارجية ! • مصر في خطر ... الإخوان " يتلقون تدريبا خارج البلاد ! • الإسلاميون يزعمون أن الصرب يعلمونهم الفيس بوك!! • خبر أسود .. انقلاب اخواني يأتي من صربيا !! • بلاغ للنائب العام : تدريبات للإخوان في صربيا لقلب نظام الحكم! كان من الممكن أن يُكتب هذا أو غيره "كما كًتب من قبل ما يشابهه", لكن الله سلم, وكانت التدريبات الخارجية لحركة 6 ابريل وليس للإخوان.. وفي اليوم التالي نشرت الصحيفة هذا التصريح : [كذّبت إنجى حمدى، المنسقة الإعلامية لحركة شباب 6 أبريل، عضو المكتب السياسى، الصور التى بثتها القناة الأولى بالتليفزيون المصرى، أمس الأول، لعضو الحركة محمد عادل، حاملا سلاحاً آلياً، باعتباره كان يتدرب على السلاح فى صربيا.] وصدّرت الصحيفة عنوانا تبريرا " حنونا" مُتفهما نصه :[ 6 ابريل تؤكد صور عادل كانت في فلسطين].. وهنا دعونا نناقش الخبر كما هو, ونقول : هب أن لدى الصحيفة صورة لإخواني أو سلفي أو لأحد من الجماعة الإسلامية وهو ممسك سلاحا في فلسطين, وقطعا سيكون ذلك في غزة وليس في الضفة, فدعونا نتخيل معاً عناوين الصحيفة حينئذٍ : • تنسيق عسكري بين الإخوان وحماس ! • تدريبات عسكرية للإخوان خارج الحدود! • نيران تأتي من غزة عبر الإخوان! • خطر داهم على أمن مصر : تدريبات عسكرية مشتركة بين الإخوان وحماس لاقتحام الحدود! وكان من الممكن أن يكون غير ذلك, وهذا كله في نطاق التخيل اتساقا مع ما تمت كتابته من قبل, وما روجته الصحيفة .. ولعلنا لا نتجمل حين نقول: ربما يكون من المحمود التماس الاعذار لشباب حركة 6 ابريل, وربما يكون محمودا تبرئتهم, ولعلهم ابرياء بالفعل,إذ لم تثبت التهم عليهم بعد, لكننا ندرك أن الصحيفة لا تتعامل مع الإسلاميين عموما والإخوان تحديدا بهذا النهج التبريري , ولم تلتمس يوما عذرا لأحد من الإخوان. الدكتور حبيب ومجدي الجلاد لقد شاهدت مجدي الجلاد في منزل الرجل النبيل الدكتور محمد حبيب بالمنيل إثر خروجه من عضوية مكتب الارشاد, وكان الجلاد يصطحب معه شخصا أخرا, وقد عرض على الدكتور حبيب أن يكتب مقالا اسبوعيا منتظما بصحيفة المصري اليوم, على أن يتقاضى 5000 جنيه تقريبا شهريا, وأتصور أن " الجلاد" شعر بأنه سقط على " كنز", فهذا رجل غادر مكتب الارشاد في ظروف خاصة وكان نائبا للمرشد العام, وربما سيلقي بأحشاء الجماعة على قارعة الطريق, لتكون معرضة للنهش , لكن الرجل النبيل أبى أن يتعرض للجماعة بسوء, بل كتب عدة مقالات يمتدح فيها الإمام البنا "رحمه الله" , ثم كتب مقالات رمزية عن الوطن وهمومه بلغت أكثر من ثلاثين مقالا, ولم يكتب الدكتور حبيب ما توقعه بعضهم,ولم تعكس كتاباته مرارة مشاعره, وهنا بدأت ادارة الصحيفة في تأجيل نشر مقالاته, كما أنها لم تصرف قرشا واحدا للدكتور حبيب,وللأسف لم يكن ثمة اتفاق مكتوب, إذ أدرك الدكتور حبيب بنبل أخلاقه وسمو مشاعره أن كلام الرجال عقود, وعندما أدرك الدكتور حبيب مراوغة ادارة الصحيفة في النشر والصرف توقف عن ارسال المقالات, ولم يتوقف "تحديدا" إلا بسبب مراوغتهم في نشر مقالاته, ثم ظهر مجدي الجلاد على احدى الفضائيات مع الدكتور محمود غزلان قائلا أن صحيفة المصري اليوم تفتح أبوابها للاسلاميين مثل منتصر الزيات وللإخوان مثل الدكتور حبيب !! هل يوجد بمصر صحف مستقلة؟ نفى مجدى الجلاد يوما في لقاء على العاشرة مساء من سنة تقريبا, صحة وصف الصحف الخاصة بالمستقلة, وقال في لحظة مكاشفة نادرة أنه توجد صحف خاصة, ولا توجد صحف مستقلة , وهذا الوصف الذي أورده الجلاد ذات يوم يمثل كبد الحقيقة, فلا توجد صحف مستقلة, إنما توجد صحف خاصة تعبر عن توجهات ملاكها واغراضهم من تأسيس الصحف وكذلك الفضائيات.. ولا أرى ثمة بأس أن تعكس الصحيفة أو الفضائية توجها ما, لكن الخلل والعيب الذي قد يصل الى حد " الانحراف المهني والاخلاقي" أن تتجاهل جريدة ما أو فضائية الحقيقة والموضوعية والانصاف والصدق.. هل لا يجوز انتقاد الإسلاميين؟ والإجابة فورا : لا وألف لا ..بل يجوز انتقادهم قطعا بكل انصاف وموضوعية, ولقد كتبت من قبل: انتقاد الإخوان نعم ومرحبا.. وكتبت " سلسلة "نحو مراجعة إخوانية" وكتبت : عفوا فضيلة المرشد ( خطابا معاتبا للأستاذ عاكف), وكتبت " شيوع الاستبداد" تناولت فيه أن مرض الاستبداد أصاب أغلب مكونات المجتمع بما فيهم دعاة الإصلاح , وكتبت : "الى الحكومة والإخوان من يسمعني؟" وكان نتيجته " كما ذكرت سابقا" اعتقالا من الحكومة, وغضبا من بعض الإخوان.. لذلك نقول: مرحبا بكل انتقاد ونصح, شريطة أن لا يقتصر على أحد دون الآخرين, نريد حوارا حول " الشيوعية ونشأتها, وهل لازالت صالحة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ؟ نريد حوارا حول أزمات الرأسمالية المتتالية , وهل تصلح الرأسمالية لإدارة اقتصاد مصر؟ نريد حوارا حول العلمانية وجذورها وظروف نشأتها, وهل تصلح عنوانا فكريا لمصر؟ نقاشا يطال الجميع نريد نقاشا يطال الجميع, نريده " مثلا" حول مشاكل أبناء الوطن من الأقباط, وكيف يجد الوطن حلا لمشكلة آلاف الأقباط الراغبين في الزواج الثاني طلبا للعفاف والاستقامة بعد أن طال انتظار بعضهم عدة سنوات دون أي حل واقعي يستجيب لحاجاتهم ومشكلاتهم.. نريد حوارا حول تزايد الدور السياسي للكنيسة الأرثوذوكسية في مصر, وهل يتوافق ذلك مع تعاليم الانجيل و المسيح عليه السلام؟ وما معنى أن ينتقد رفعت السعيد الإخوان بزعم خلط الدين بالسياسة, ثم يذهب للكنيسة للقاء البابا شنوده؟ ولا أظنه ذهب للبابا ليسأله عن عظة روحية أو فتوى دينية كنسية ! وفي الختام إن الإسلاميين والأقباط واليساريين والقوميين والليبراليين والاشتراكيين وغيرهم هم أبناء هذا الوطن, ولم يستطع أعتى الطغاة أن يستأصل من مصر أحدا, لأن هؤلاء جميعا يعكسون" بنسب متفاوتة" نبض الشارع واحلامه ورغباته وطموحاته.. والأصل أن يحتوى وعاء الوطن جميع ابنائه, ولعلنا ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم أن ندعو شعب مصر بكل أطيافه الى التفاهم والتغافر ..وان ننظر للمستقبل, على أن يساهم كل منا بدوره في نهضة هذا الوطن وتقدمه, والله الموفق, وكل عام وشعب مصربألف خير, بما فيهم مجدي الجلاد.. [email protected]