قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان": " أريد أن أعبر عن امتناني؛ للتوافق في وجهات النظر بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوتركيا؛ حول كثير من القضايا التي بحثناها "، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، في قصر "بيلر بيي" التاريخي بإسطنبول، عقب مأدبة العمل التي جمعت بينهما، واستمر نحو ثلاث ساعات. وأشار أردوغان إلى انَّ اللقاء الذي جمعه بنائب الرئيس الأمريكي؛ "أتاح الفرصة بالدرجة الأولى؛ لبحث التطورات الجارية في سوريا والعراق، والتطرق بشكل موسع للمخاطر التي يشكلها داعش"، مضيفا "نحن عازمون على تفعيل وتعميق تعاوننا مع الولاياتالمتحدة الأميركية؛ من أجل حماية السلم والأمن الإقليميين والدوليين، ولقاؤنا اليوم مهم للغاية من هذه الناحية، وستتواصل لقاءاتنا على أعلى المستويات وبنفس الكثافة". وأوضح الرئيس التركي أنَّ العلاقات التي تربط تركيابالولاياتالمتحدة الأميركية؛ مبنية على أساس من الاحترام والقيم المشتركة، والمصالح المتبادلة، وتتطور بما يتلاءم مع الظروف الاستراتيجية الحالية. قائلاً: " أنا أؤمن بأنَّ تلك العلاقات أصبحت اليوم أشمل وأقوى من أي وقت مضى ". ولفت أردوغان إلى أنَّ علاقات بلاده مع أمريكا تجاوزت بنجاح مرحلة الأخوية والاستراتيجية؛ إلى مرحلة العلاقات النموذجية، والتعاون حول قضايا عديدة، في أفغانستان والبلقان والحوض الشرقي للبحر المتوسط والقوقاز. ومن جانبه أعرب المسؤول الأمريكي عن شكره للرئيس التركي على حسن الضيافة الذي حظي به والوفد المرافق له، لافتا إلى أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل، وأنه يعتز كثيرا بمعرفة الرئيس "أردوغان". وذكر أن هناك توافقا كبيرا في الرؤى ووجهات النظر حول عدد من القضايا. الأزمة القبرصية وأكد "بايدن" أن "الولاياتالمتحدة تدعم الجهود المبذولة بقيادة الأممالمتحدة، في قضية توحيد الجزيرة القبرصية كاتحاد فيدرالي يتكون من إقليمين للشعبين"، مضيفاً أنه " إذا توافرت اليوم إرادة سياسية وبضمنها تركيا؛ فإن هناك إمكانية للتوصل إلى حل يلاءم مصالح كل أفراد الشعب في الجزيرة وحتى في المنطقة، ولتحقيق ذلك ينبغي تخفيض حدة التوتر والتركيز على العودة إلى طاولة المفاوضات ". وأوضح "بايدن" أنه بحث المسألة القبرصية خلال لقاءه مع الرئيس التركي، وتابع "إذا وضعنا بعين الحسبان أن منطقة شرق المتوسط؛ يوجد فيها إمكانيات هائلة من الطاقة، فإنه سيكون من الأفضل للمجتمَعَين أن يتعاونا؛ من أجل تأسيس مستقبل مشترك لهما، فالفوائد ستعود عليهما جراء ذلك". الأزمة السورية: وأفاد "بايدن" أنه تناول مع الرئيس التركي العديد من الموضوعات بشأن الأزمة السورية، وتناولا العديد من البدائل في هذا الشأن، مشيرا إلى أنهما اتفقا "على ضرورة الحد من قوة تنظيم (داعش)، وفي نفس الوقت تعزيز قدرات المعارضين السوريين، ودعم عملية انتقال سياسي في البلاد لا وجود للأسد فيها. ولقد بحثنا أيضا الجهود المبذولة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين المعتدلين". ولفت "بايدن" إلى أن تركيا حملت عبءً إنسانيا كبيرا بسبب ما حدث في سوريا، موضحا أن "الحكومة التركية، وشعبها فتحوا أبوابهم ل 1.6 مليون لاجئ سوري. ونحن أيضا أنفقنا 3 مليار دولار على مثل هذه الجهود، منها 200 مليون دولار لتركيا". وأشار إلى أنهما بحثا كذلك الخطوات التي تم اتخاذها من أجل التصدي للمحاربين الأجانب في سوريا والعراق، وتجفيف مواردهم المالية. الشراكة الاقتصادية التركية - الأمريكية: وتطرق المسوؤل الأمريكي، خلال تصريحاته إلى العلاقات الاقتصادية بين تركياوالولاياتالمتحدة، وذكر أنه بحث مع الرئيس "أردوغان" الشراكة الاقتصادية التركية - الأمريكية، لافتا إلى أن البلدين حليفين منذ 60 عاما وحتى الآن. واستطرد "بايدن" قائلا: "ونحن الآن نعمل معاً مجدداً حتى يتسنى لنا التغلب على العقبات التي تعترض طريقنا، كما أننا مستمرون في تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بيننا. وأكرر ما قلته من قبل: نحن بحاجة إلى تركيا، وعلى ما أعتقد أن تركيا أيضا محتاجة لنا. وسنواصل العمل معأً لبحث كيفية إيجاد حل تلك المشاكل". وانتهت مأدبة العمل التي جمعت الرئيس التركي، ونائب الرئيس الأمريكي ، واستمرت قرابة ثلاثة ساعات ونصف الساعة في قصير بيلار بي، وكانت بعيدة عن وسائل الإعلام. وحضر المأدبة من الجانب التركي، وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ونائب السكرتير العام في رئاسة الجمهورية، ابراهيم قالن، وكبار مستشاري الرئاسة، مصطفى فارانك، وسواش باركجين، ومستشار الشؤون الخارجية في الرئاسة، أحمد يلدز، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ومستشار وزارة الدفاع، سيزائي بوستانجي، ونائب مستشار وزارة الخارجية أوميت يالجين، والسفير التركي لدى واشنطن سيردار قليج. ومن الجانب الأميركي، شارك في المأدبة، مستشار الأمن القومي الأميركي كولن كاهيل، والمستشار الخاص لشؤون أوروبا وأوراسيا، مايك كاربينتر، ونائبة مستشار وزارة الخارجية، توري نولاند، ونائب مستشار وزارة الدفاع، ديريك تشوليت، إضافة لعدد آخر من المسؤولين.