أصيب نحو 50 مريضًا وعاملاً بمستشفى شرم الشيخ المحتجز فيها الرئيس السابق حسني مبارك بالتسمم، مع تعرضهم لحالات إغماء وقيء، إثر شربهم مياه ملوثة من خزانات المستشفى، وقد تم إسعافهم وإجراء غسيل معوي لهم. وقال مصدر طبي تابع للتفتيش الصحي بشرم الشيخ رفض نشر اسمه إن حالات الإصابة نجمت عن شرب مياه غير مطابقة للمواصفات الصحية وبها فطريات كثيرة، لعدم توافر اشتراطات الصحية، وسوء طريقة تخزين المياه بطريقة غير آمنة. ووصف الأطباء حالات المصابين بأنها "اشتباه في التسمم"، جراء شربهم المياه الملوثة للتي توزع عليهم في "تنكات" كبيرة غير نظيفة وبها فطريات. واستدعت إدارة المستشفى طبيب الصحة بشرم الشيخ، وبعد تحليل عينات من المياه وثبات وجود فطريات مضرة وانتشار حالة الإسهال بين العاملين أمر بتنظيف الجراكن بمطهر، واضطر العاملون لشراء المياه المعدنية. وكانت "المصريون" قامت بجولة بين العاملين بمستشفى شرم الشيخ عايشت معهم عن قرب معاناتهم، حيث يشكون من إهدار أبسط حقوقهم الآدمية في المعيشة. إذ كشفوا عن إهدار حقوقهم بالمستشفى التي يبلغ عدد العاملين بها 375 بين أطباء وممرضين منتدبين وأساسي، منهم 80 طبيبًا، حيث هناك معاناة كبيرة في الإقامة بالاستراحات جراء التكدس. وتقول إحدى الممرضات التي رفضت ذكر اسمها، إن الغرفة الواحدة يقيم فيها ست ممرضات، فضلاً عن الإهمال الملحوظ في المرافق الأساسية، في ظل الشكوى من عدم صيانة دورات المياه وانتشار الناموس بصورة كبيرة. وأضافت: جميعا يستخدم الناموسية التي تستخدم في الريف، وطالبنا بمروحة سقف لتلطيف الجو أو لمنع دخول الناموس إلينا. بينما قال موظف آخر بالمستشفى، إن سكن العاملين غير آدمي، على الرغم من انتهاء بناء إسكان للعاملين بداخل المستشفى كاستراحات لتخفيف التكدس الحالي، كما تتراكم القمامة حول الاستراحات. وأشار إلى أنه تم مخاطبة شركة "وادي النيل" لتسليم الاستراحات إلا أن المراكز الطبية المتخصصة بالوزارة والتابعة لها المستشفى وإدارة المستشفى لا يعنيها سوى صحة الرئيس السابق. وقال أحد العاملين الذي طلب عدم ذكر اسمه، خوفًا من البطش به، إن الغرفة الواحدة يسكن فيها حوالي 30 موظفًا، وأضاف: إننا نعامل كالأرانب ويبعد كل سرير عن الآخر 50 سم فقط، في الوقت الذي يقيم فيه الدكتور محمد فتح الله مدير المستشفى في شاليه خاص داخل المستشفى بالتكييف ومساعده مخصص له ثلاث شاليهات. وتساءل: أين العدالة يا وزير الصحة ومبارك يعيش في الدور الثالث منفرد هو وسوزان مبارك بمساحة 500 متر، و30 موظفًا من أبناء مصر الشرفاء لم ينهبوا ثروات مصر يعيشون في 33 مترًا في غرفة يسمونها الزريبة كلها داخل مستشفى شرم الشيخ. ولا يقتصر الأمر على الموظفين، إذ قال أحد الموظفين: يعيش معنا دائما 10 قطط لا يغادرون المكان نهائيا وطبعًا رفع الممرضين شعار "الناموس صديقي"، فالناموس بما يحمله من أمراض. واستطرد أحد العاملين قائلاً: هذا السكن اللاإنساني في الأصل ليس سكنًا ولكن عبارة عن محطة تحلية كانت ملكًا للمستشفى وباعتها بعد خردة بعد فشلها في إدارتها، بالرغم من أن قيمتها الدفترية وقت استلامها مليون و 200 ألف جنيه، وتم بيعها بثمن زهيد، فيما تقوم المستشفى حاليا بشراء مياه ب 100 ألف جنيه شهريًا. وقال إن الحمامات خشبية وتبعد عن السكن 100 متر، وللأسف أبوابها لا تغلق. فيما كشف أحد العمال عن مجازاته بالخصم ثلاثة أيام من راتبه بسبب استخدامه الحمام بالجناح المخصص للرئيس السابق حسني مبارك بالرغم من أنه لم يكون موجود به أحد نهائيًا قبل الثورة. وأضاف: قيل لي أنت مجنون تستخدم حمام الرئيس. وأكد أحد المصادر بالمستشفى أن سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق كانت السبب في تطوير المستشفى عندما أصيب رئيس وزراء زامبيا حين كانت تدلس معها وبعدها أمرت بالتطوير ولم تكن تعلم أنها ستعالج هي ومبارك في هذا المكان.