وسط حراسة مكثفة من قوات الجيش، احتفلت وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والمشيخة الصوفية والسادة الأشراف مساء الثلاثاء بليلة الإسراء والمعراج بمسجد الإمام الحسين بن على رضي الله عنهما. واحتشد الآلاف يتقدمهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف، وعبد القوى خليفة محافظ القاهرة، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد الشريف نقيب الأشراف وسفراء الدول العربية والإسلامية وعدد من السفراء الأفارقة. واستغل الحضور المناسبة في ترديد الهتافات التي تطالب بمساندة الثوار في سوريا وليبيا واليمن في وجه حملات القمع التي يتعرضون لها، ومطالبة الأزهر باتخاذ موقف قوي تأييدًا لهذه الثورات، في حين حاول أفراد الأمن المرتدين ملابس مدنية الذين كانوا منتشرين بالمسجد تهدئة الناس والسيطرة على الموقف. وحث الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل أول وزارة الأوقاف في كلمته على ضرورة أن يهب المسلمين لتطهير مسرى الرسول في بيت المقدس من دنس الصهاينة وتحرير المسجد الأقصى الأسير، ودعا طوائف الأمة المصرية إلى التعاضد والتكاتف والوقوف صفا واحدا ضد من يريدون الخراب والدمار لمصر، وأن يقوم جميع المصريين بمواجهة من أسماهم بتجار الدين وأصحاب الشعارات الزائفة. وقال إن الثورة المصرية نجحت، لكن علينا أن نواجه الفتنة الطائفية ونحارب من يريدون لمصر الخراب والدمار ونتصدى للذين لا يعرفون حقيقة الإسلام والمسيحية، ونتعلم من الرسول كيف نتعامل مع أصحاب الأديان والعقائد الأخرى. وأضاف إن الدين الذي جاء به جميع الأنبياء هو دين واحد، واختتم خطبته الحماسية بدعوة الشعب المصري إلى تعمير الصحراء واستزراعها وأن تعود المصانع للعمل بكامل طاقتها حتى يعم الرخاء على جميع أبناء الشعب. وكانت المناسبة مقررًا الاحتفال بها بمسجد النور إلا أنه تم نقلها إلى مسجد الإمام الحسين، بسبب اعتصام الشيخ حافظ سلامة، زعيم المقاومة الشعبية بالسويس ورئيس مجلس إدارة جمعية "الهداية الإسلامية" وأنصاره، اعتراضًا على إهدار أحكام القضاء واجبة التنفيذ، في ظل رفض وزارة الأوقاف تنفيذ الحكم القضائي الصادر لصالحه باستعادة مسجد النور، الذي أشرف على بنائه في سبعينات القرن الماضي. وأكد الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن مسجد النور هو ملك للوزارة، وأنها مصممة على حقها في الإشراف عليه وفقا للقانون الذي يعطيها الحق في الإشراف على جميع المساجد، مع اعترافه بحق الشيخ حافظ سلامة في استلام ملحقات بالمسجد بينما المسجد يخضع لولاية الوزارة. يذكر أن جمعية "الهداية الإسلامية" أسست مسجد "النور" في عام 1972، قبل أن يصدر قرار بعد سنوات بضمه لوزارة الأوقاف التي فرضت هيمنتها كاملة على كافة شئونه، وأبعدت مؤسس المسجد عن أي تدخل في أمور إدارته من قريب أو بعيد، ولم تسم له سوى بغرفة صغيرة ملحقة بالمسجد. لكن الشيخ حافظ سلامة حصل على حكم قضائي في عام 2001 من المحكمة الإدارية العليا رقم 2941 لسنة 40ق عليا الصادر بتاريخ 3/2/2001 بتسليم جميع ملحقات مسجد النور، إلا أنه لم يتمكن من ذلك طيلة السنوات الماضية، وبعد ثورة 25 يناير سعى إلى تنفيذه لكن الأوقاف تماطله حتى الآن في التنفيذ.