افترش عدد كبير من شباب القبائل الإماراتية أرصفة الشوارع المؤدية إلى المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي استباقاً لمحاكمة الناشط أحمد منصور وعدد من مؤيديه التي ينتظر أن تعقد أولى جلساتها الاربعاء في مسعى منهم لإظهار غضبهم من مواقف منصور ورفاقه. ويواجه أحمد منصور وعدد من الناشطين الإماراتيين من المنتمين إلى حركة الإخوان المسلمين اتهامات بالتحريض على سلطة الدولة والإخلال بالأمن. وقال أحد المشاركين بوقفات الاحتجاج التي أطلق عليها "يوم الغضب الإماراتي" أن أحمد منصور "جاحد لفضل القيادة الإماراتية. والمحكمة ستكشف الأيدي التي حركته". ورفع المشاركون على الرغم من الزحام والحر الشديدين لافتات تندد بمنصور وتتهمه بالخيانة في حين رفع آخرون لافتات تشيد بالرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وكان أحمد منصور قد وزع بيانات سياسية هاجم فيها قيادة دولة الإمارات كما ظهر على واحدة من القنوات الأمريكية فيما عد تحريضاً على البلاد. وتراجع نفوذ حركة الإخوان المسلمين في المجتمع الخليجي عموماً بعد وقائع أثبتت ارتباطها بحركات خارجية منظمة واستبدال ولاءاتها الوطنية بالعمل لتنفيذ أجندات خارجية. وتحاول "الجماعة" الاستفادة من المناخ الثوري السائد في المنطقة للتحرك لتحقيق مكاسب سياسية كبرى لا تنتهي عند الوصول إلى قمة الهرم في السلطة. وتسعى في سبيل ذلك إلى التحالف مع أطراف خارجية على رأسها إيران العدو التقليدي للدول العربية. إلا أن حركة الإخوان المسلمين في الإمارات تلقت ضربة موجعة بعد أن عمل أعضاء جمعية الحقوقيين الإماراتيين على حل مجلس الإدارة على خلفية التحقيق المستعجل الذي أجري مع رئيسها ونائبه ومطالبات عدد كبير من المحامين الأعضاء بحل المجلس. واتخذت وزيرة الشؤون الاجتماعية مريم الرومي قراراً بتشكيل مجلس إدارة مؤقت لتسيير عمل الجمعية لمدة ستة أشهر لحين القيام بإجراء انتخابات جديدة وكلفت زايد الشامسي برئاسة مجلس الإدارة بالإضافة إلى تعيين أربعة أعضاء آخرين. ويقول إماراتيون إن منصور لا يعبر بأي شكل عن جموع المواطنين الذي يكنون مشاعر الولاء للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبقية حكام الإمارات. واعتبروا أن دعوة أحمد منصور جزءا من تحرك إخواني - إيراني يهدف إلى زرع الفتنة في البلاد وأن العلاقة بين القيادة الإماراتية ومواطنيها تعد حالة مثالية وترسخت عبر أجيال. وشنوا حملات شديدة اللهجة عبر الانترنت والشبكات الاجتماعية، وانتشرت اشرطة الفيديو لشعراء يهجون منصور والاخوان متهمين إياهم باستغلال أجواء القلق السياسي في المنطقة لنشر الفتنة تحت مسميات المشاركة السياسية. ويرى هؤلاء أن أصابع خارجية تحرك الفرع المحلي لحركة الاخوان وأن لإيران دورا في ذلك. وازدحمت صفحات فيس بوك بردود من أبناء القبائل الإماراتية الكبرى تطالب بمحاكمة منصور والركن والمنصوري والكميتي واتهمتهم بأنهم طارئون على المجتمع الإماراتي وأنهم لا يفهمون الخصوصية الثقافية والاجتماعية والتراثية للعلاقات بين الحاكم والمواطن. وأطلق عدد من الإماراتيين حملة "إلا خليفة" التي أشادت بإنجازات رئيس الدولة الشيخ خليفة، وأنه وولي عهده الشيخ محمد وأخوانهما هم امتداد لمؤسس دولة الاتحاد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ويسمح القانون الإماراتي للعموم بحضور الجلسات العلنية إلا إذا شاء القاضي منع ذلك.